"بلاك كيوب"... شركة استخباراتية إسرائيلية تقوم بعمليات سياسية سرية في الخارج

قالت القناة الثانية الإسرائيلية، مساء اليوم، السبت، 7يوليو/تموز، إن شركة "بلاك كيوب" الإسرائيلية الخاصة للتجسس عملت على إحباط الاتفاق النووي الإيراني، في العام 2016.
Sputnik

وذلك ضمن إشارة القناة إلى تدخل الشركة الإسرائيلية التي يديرها ضباط سابقون في "الموساد" (المخابرات الخارجية)، و"أمان" المخابرات العسكرية الإسرائيليتين، في الانتخابات الهنغارية، وفي وقائع دولية أخرى، ما يدفعنا إلى الضوء على تدخل الشركة التي تعتبر الذراع السياسية للموساد في خارج الأراضي الإسرائيلية.

ذراع سياسية للموساد

كانت البداية مع الموقع الإكتروني الإخباري "كان"، المنشور باللغة العبرية، من أن الشركة الإسرائيلية هي الذراع السياسية للموساد، وأنها مراسلته في الخارج، وهي الشركة التي عملت على محاولة إفشال البرنامج النووي الإيراني، حيث توجه أعضاء في الشركة لمصادر في الإدارة الأمريكية وعائلاتهم، وأن عمل الشركة في هذا الموضوع بدأ قبل زيارة الرئيس، دونالد ترامب، لإسرائيل، في الثاني والعشرين من مايو/أيار 2017.

تأسست الشركة الإسرائيلية الاستخباراتية، في العام 2010، وأقامت علاقات قوية مع موظفي إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والذين لعبوا دورا مهما في التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، في العام 2015، وأنه ليس لإدارة ترامب علاقة بهذا الأمر، رغم أن الموقع الإلكتروني "كان" يعتقد بأن الشركة تعمل لمصلحة إسرائيل، دون إضافة أي تفاصيل في هذا الإطار.

أشار الموقع العبري إلى أن الشركة الإسرائيلية "بلاك كيوب" نفت أي علاقة لها بالاتفاق النووي الإيراني، بداعي أن المسؤول عن هذا الأمر هما جهازي الموساد و"سي أي أيه" فحسب، وأن قدرات الشركة لا يمكنها التدخل في هذا الأمر، رغم أن عناصرها وقيادتها من كبار قادة الموساد السابقين.

يقودها قادة الأجهزة الأمنية

من جانبها، قالت صحيفة "جلوبس" الأمريكية، في الرابع من الشهر الحالي، إن يوحنان دانينو، قائد الشرطة الإسرائيلية السابق، قد انضم لفريق عمل إدارة شركة "بلاك كيوب"، وهو الفريق الذي يقوده كل من الجنرال جيورا آيلاند، مستشار الأمن القومي السابق، والذي مهد الطريق لتقسيم بعض الدول العربية، منها خطة تقسيم الدولة الفلسطينية المقترحة، وإشكالية تبادل الأراضي بين إسرائيل والدول العربية، وذلك منذ العام 2014، وهي الاقتراحات التي أخذت بها الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع مقترح تدشين دولة فلسطينية جديدو.

ومن بين مجلس إدارة شركة التجسس الإسرائيلية "بلاك كيوب"، الجنرال مائير داجان،  رئيس جهاز الموساد السابق، ما يوحي بأهمية عمل الشركة الإسرائيلية باعتبارها ذراع سياسية للموساد بوجه عام، ولإسرائيل بوجه خاص. ويعمل في الشركة ما يزيد 140 موظفا، وهي الشركة التي تعمل من تل أبيب، ولها فروع أخرى في كثير من دول العالم، منها فرنسا.

وأكدت مجلة "فوربس" أن معظم موظفي الشركة الإسرائيلية الاستخباراتية من كبار قادة الاستخبارات في الموساد والشاباك، لتعود القناة الثانية العبرية وتؤكد أنه ليست المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم شركة التجسس الإسرائيلية "بلاك كيوب" بفضائح في أوروبا، حيث سبق وتورطت في التشهير برئيس السلطة لمكافحة الفساد في رومانيا، بيد أنها المرة الأولى التي يرتبط فيها اسمها بالتدخل في انتخابات دولة أجنبية.

مناقشة