ذكر الموقع الإلكتروني العبري "واللا"، مساء اليوم، الأحد، 8 يوليو/تموز، أن الجنرال سامي ترجمان، قائد الجبهة الجنوبية الإسرائيلية السابق، وقائد حرب "الجرف الصامد"، في العام 2014، حذر بلاده من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، ليقترح محاولة تحسين تردي تلك الأوضاع، حتى لا تنجر إسرائيل لحرب رابعة في القطاع، وتصبح بلاده مسؤولة عن مليوني فلسطيني، هم سكان غزة.
كتب الجنرال ترجمان دراسة مطولة في "معهد واشنطن" أظهر من خلالها أنه رغم مرور أربع سنوات كاملة على عملية "الجرف الصامد"، فإن الوضع المتردي بالقطاع يوحي بحرب جديدة في غزة، وهو ما
حذر منه الجنرال ترجمان، حيث ناشد المجتمع الدولي وإسرائيل من قبله تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في القطاع، حتى لا تزداد حماس قوة، وهو ما ينطبق على الوضع في الضفة الغربية.
وضع الجنرال ترجمان مجموعة من السيناريوهات المحتملة تجاه الوضع في قطاع غزة، الأول منها يتعلق بالوضع الاقتصادي، أي أن الاقتصاد هو العامل الرئيس لتحسين الأحوال الفلسطينية، كسيناريو أفضل لحالة التصعيد في غزة، يليه سيناريو التدخل العسكري لتقليص سلطة حماس في القطاع، وسيناريو آخر يتعلق بتوسيع مهام السلطة الفلسطينية وتقويتها في غزة، بما يسمح بتحجيم الحركة في القطاع.
وأضاف ضرورة تحديث المنطقة التجارية في قطاع غزة، ومحاولة وضع فجوة بين حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، وزيادة الردع الإسرائيلي تجاه المنظمات والحركات الفلسطينية الأخرى في
المنطقة.
استطرد الكاتب الإسرائيلي في التحذير من تدهور الأوضاع في قطاع غزة بما يؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي بدوره، وأنه من الأنجع لبلاده هو وضع حلول ناجعة للقطاع، أهمها حلول اقتصادية، محذرا من خطورة الوضع الحالي التي تؤدي إلى فوضى عارمة في القطاع، تنذر بكوارث على إسرائيل ــ على حد وصفه.
شدد الجنرال ترجمان على أنه من الأفضل لبلاده هو سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، وعدم إقحام الجيش الإسرائيلي في حروب قادمة مع القطاع، أي السيطرة على القطاع بدون سفك دماء، أو سقوط قطرة دم واحدة من جندي إسرائيلي. مع وضع سيناريو أخير ويدور حول إعادة احتلال غزة، ولكنه الحل الأخير للقطاع أمام المسؤولين الإسرائيليين، سواء كانوا سياسيين أو عسكريين.
أوضح الجنرال الإسرائيلي في دراسته المطولة أن كل القيادات السياسية السابقة، سواء كان إيهود باراك أو إيهود أولمرت، أو بنيامين نتنياهو كرؤساء وزراء، أو وزراء دفاع، كلهم رفضوا إعادة احتلال القطاع.
أنهى الجنرال ترجمات دراسته بالقول إن الحل الأكثر نجاعة للقطاع هو وضع خطة اقتصادية إسرائيلية لتحسين الأحوال الاقتصادية لسكان قطاع غزة، اعتمادا على الدول المانحة، رغم استمرار سيطرة حماس على الوضع السياسي والعسكري للقطاع، فضلا عن استمرار قوة الردع الإسرائيلية أمام الحركة في القطاع، عبر نشر بطاريات منظومة "القبة الحديدية"، ومنظومات دفاعية أخرى، وهو ما يقابل بالتحذير من قوة حماس، في الوقت نفسه.