كما يتمتع الشاطئ النسائي "السري" بحراسة مجموعة من الشباب على مدخله الرئيسي، وكأنه "دولة داخل دولة". بحسب "DW عربية"، ويعود تأسيسه إلى تسعينيات القرن الماضي.
وتتعدد الروايات وإحداها تقول إن سيدة تدعى "مباركة" من وجيهات هذه الضاحية، هي من أسست لأول شاطئ أنثوي بتاريخ الجزائر.
بينما توضح "عبلة" وهي جامعية من بنات الحي، في مقابلة مع "DW عربية"، أن سيدة تدعى مباركة كانت تستقبل كل صيف حفيداتها وبنات الجيران، في شقتها الراقية المطلة على البحر… "وكن يتوجهن إلى الشاطئ تحت مراقبة لصيقة منها، حتى أنها تمسك بخيزرانة تتكئ عليها لتخيف أبناء الحي أو الوافدين إليه، وتمنعهم من الاقتراب من عاشقات البحر".
إلى أن ترسخ المشروع في فترة لاحقة، وتبناه بعض الشباب، وكلهم فخر أن بناتهم تمارسن السباحة في عزلة تامة عن الرجال.
حيث يتجمع شباب الحي كل يوم وينقسمون إلى فرق بعضها يتولى النظافة والآخر يتكفل بالحراسة، وكثيرا ما تقع معارك مع شبان أحياء مجاورة يرغبون في مزاحمة "نساء الشاطئ".
ورفض أحد حراس الشاطئ ربط خصوصية الشاطئ بالتعصب والتطرف، خصوصا أن المنطقة شهدت أحداث عنف سنوات العشرية الحمراء في تسعينيات القرن العشرين، حيث كانت تحت سيطرة حكم "جبهة الإنقاذ الإسلامية" المنحلة.
وتشدد أمينة شربال (29 سنة)، وهي موظفة في شركة اتصالات، أنها تقصد هذا الفضاء هربا من ضوضاء الشواطئ المفتوحة على كل الفئات. وقالت: من العار ما يحدث على بعض الشواطئ الجزائرية، من تحرش وسرقات وانتهاك للحرمات. علينا أن ندافع عن تعميم الشواطئ الأنثوية بمحافظات مختلفة.
بدورها ترى رئيسة جمعية المرأة في اتصال مع DW عربية، نفيسة لحرش، أن المبادرة تمنح النساء فضاء للتنفس، في غياب أسباب الراحة الأخرى بالبلاد، ومع ذلك تحذر من خطورة انتشار أفكار التعصب والتطرف، جراء أفكار منع الاختلاط والانعزال عن الرجال في شواطئ الجزائر.
وتبرز نفيسة لحرش أن ترويج أفكار أصولية من شأنه أن يفسح المجال لجماعات متشددة تنشر تعصبها بوسائل الإعلام التي قد تتورط في الدعاية لها.