قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية في تقرير لها، يوم 5 يوليو/ تموز، إن الولايات المتحدة الأمريكية تسير على ذات الطريق الذي سلكته لغزو العراق، في المواجهة مع إيران.
ولفتت المجلة إلى أن أصداء الأصوات التي كانت تمهد لغزو العراق، قبل عام 2003، يمكن سماعها هذه الأيام خاصة عندما يتم تناول الأزمة مع إيران.
وعلى غرار الترويج لوجود القاعدة في العراق قبل غزوها، تتحدث مزاعم عن إيواء إيران لأعضاء تنظيم القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن تلك المزاعم أغفلت مقولة على لاريجاني في إحدى مقابلاته الصحفية "إن القاعدة هو العدو الأول لإيران".
الطريق إلى طهران
ربما يسير دونالد ترامب ربما يسير على خطى الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ويقرر غزو طهران، بحسب تقرير سابق لـ"ناشيونال إنترست"، التي أشارت إلى وجود أصوات تطالب بشن حملة عسكرية ضد طهران، لتغيير نظام الحكم، وأن تلك المساعي يمكن أن تقود لحرب كبرى تتطلب حشد أمريكا لقواتها في المنطقة بأعداد وعتاد هائل لمواجهة الجيش الإيراني في حرب شاملة".
إسقاط بغداد
لكي تتمكن أمريكا من حشد قوات عسكرية ضخمة لمواجهة إيران، فإنها ستكون بحاجة إلى خوض حرب أخرى لإسقاط نظام الحكم في بغداد، وإيجاد نظام حكم يسمح لها باستخدام أراضيها كنقطة انطلاق لغزو إيران.
خطة الحرب
يضع "صقور الحرب" في الإدارة الأمريكية خطة لغزو إيران يمكن تنفيذها على 3 خطوات بحسب مجلة "ناشيونال إنترست"، التي أشارت إلى أن تلك الخطة تبدأ بالحديث عن معارضة ديمقراطية في إيران يجب دعمها لتشكيل حكومة ديمقراطية، بينما تكون الخطوة الثانية بالحديث عن الدفاع عن الشعب الإيران وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي قال إن بلاده لن تمل من الدفاع عن الشعب الإيراني، وأنه يجب على الإيرانيين إطلاق صرخات للثورة من أجل الحرية، وأنه يجب على مقدمي البرامج أن يدعو ترامب للحرب من أجل حرية الإيرانيين".
وتتمثل الخطوة الثالثة في ترويج البيت الأبيض والمدافعون عن سياسته بالترويج لفكرة أن الحرب على إيران سيتم الانتهاء منها بأقل تكلفة ممكنة، وأنها ستكون أشبه بنزهة للجيش الأمريكي.
تصعيد فعلي
بدأت التصعيد الفعلي بين أمريكا وإيران عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات عليها بسبب ما اعتبره مساعي إيرانية لامتلاك أسلحة نووية.
ورفضت إيران قرار ترامب، إلا أنها تمسكت بالاتفاق النووي، الذي لم تنسحب منه الدول الأخرى الموقعة عليه وهي الصين وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، لكنها لوحت بحقها في إستئناف تخصيب اليورانيوم، إذا لم تفلح الدول الموقعة على الاتفاق في الحفاظ على بنوده، بعد انسحاب واشنطن.
حرب التصريحات
هدد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، الخميس الماضي 5 يوليو، بأن قواته مستعدة لإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة العالمية، وذلك بعد إعلان أمريكا فرض عقوبات اقتصادية على إيران تؤدي إلى حرمانها من تصدير النفط إلى العالم.
كان رد القيادة المركزية الأمريكية، على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، بتأكيدها أنها وشركاءها يوفرون الأمن للمنطقة، وأن البحرية الأمريكية مستعدة لضمان حرية الملاحة وتدفق التجارة الحرة في مضيق هرمز.
الرد الإيراني
تمتلك إيران ترسانة صاروخية هائلة تمكنها من استهداف حلفاء واشنطن وقواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، إضافة إلى قدرتها على إشعال حرب بالوكالة في العديد من دول الشرق الأوسط للضغط على واشنطن وتهديد وجودها في المنطقة ومصالحها الاستراتيجية.