عمليات الخطف المتبادلة بين الزنتان والمشاشية تهدد بحرب كبرى في ليبيا

تعيش منطقة الجبل الغربي بليبيا حالة من التوتر والغليان قد تؤدي إلى كارثة كبرى بين قبيلتي المشاشية والزنتان، إثر عمليات الاختطاف المتبادلة منذ شهر حتى الآن.
Sputnik

ليبيا..."الوطنية لحقوق الإنسان" تدين تزايد حالات الاختطاف بالجبل الغربي
وبحسب ما أكده أحمد حمزة، مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا في تصريحاته إلى سبوتنيك، أن عدد المختطفين لدى الجانبين حتى الآن وصل إلى 30 بينهم أطفال، تم توقيفهم واحتجازهم على أساس الهوية خلال الفترات الماضية.

ويضيف أن الأزمة وقعت بعد توقيف إحدى القوات الأمنية في الزنتان التابعة للجنة "الـ 200" لأحد أبناء قبيلة المشاشية، ولم يتم الإفراج عنه رغم الوساطات والمفاوضات التي استغرقت الكثير من الوقت، وهو ما دفع أهالي المحتجز إلى إقامة نقاط تفتيش احتجز على إثرها عدد من أهالي الزنتان بهدف استبدالهم بالمحتجز من قبيلة المشاشية، إلا أن قوات الأولى ردت بإقامة نقاط تفتيش أخرى واستوقفت البعض من أبناء الزنتان واحتجزتهم لديها.

وتقيم قوات الزنتان نقاط التفتيش الخاصة بها في منطقة طبقة والقريات بالجنوب الليبي، حيث يتم توقيف المارة على الطرق الرئيسية والإطلاع على هوياتهم، وإنزال من ينتمون للزنتان.

أما في منطقة مزدة والشقيقة الواقعتان على بعد 180 من طرابلس باتجاه الجنوب، فتقيم قبيلة المشاشية نقاطها الخاصة، حيث تقوم بتفتيش المارة من الطرق واحتجاز من ينتمي للزنتان، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من الرعب وعدم سفر المواطنين عبر هذه المناطق.

السراج وموغيريني يتفقان على أهمية وجود موقف أوروبي موحد تجاه ليبيا

وبحسب أحد سكان منطقة الجبل الغربي، الذي رفض ذكر أسمه يقول لـ سبوتنيك، إن هذا الأمر أصبح عاديا بالنسبة للمنطقة، التي عاشت العدد من الأحداث الدامية بينن الجانبين منذ سنوات عدة.

ويضيف أن المواطنين من أهالي المنطقتين يخشون المرور من المناطق، التي تقع تحت سيطرة الجانب الأخر، أو التي يشك بأن أحد الجانبين يقيم فيها نقطة تفتيشية، خاصة في ظل غياب السيطرة الأمنية.

تاريخ الدم

لم تكن الوقائع الحالية هي الأولى حيث يؤكد أحمد حمزة، مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن تاريخ الدم بين الجانبين يعود إلى عشرات السنين، إلا أن الأحداث الأبرز كانت بعد عام 2011 في 6ديسمبر/كانون الأول، وهي معركة كبير ة دارت بين الجانبين على إثر اصطفاف الزنتان إلى معسكر "الثوار" وقتها، واصطفاف قبيلة المشاشية إلى معسكر النظام.

فيما وقعت الاشتباكات الثانية في 12يونيو/حزيران 2012، بين الجانبين وراح ضحية الأحداث الأولى والثانية نحو 450 شخصا من  الجانبين. 

وفي عام 2017، توصل الجانبان إلى اتفاق لنبذ العنف ووقف الاقتتال، وهو ما وصف بالاتفاق التاريخي، إلا أنه عاد مجددا في يونيو/حزيران 2018، بعد واقعة احتجاز لأحد أبناء قبيلة المشاشية لدى قوة أمنية في الزنتان. 

من ناحيته، قال محمد المبشر، رئيس مجلس أعيان ليبيا، إلى سبوتنيك، إن هناك مساعي متواصلة من أعيان الجبل الغربي لحل الأزمة، وأن الأمور يمكن أن تحل خلال وقت قريب، نظرا للجهد المتواصل من أجل عدم خروج الأوضاع عن السيطرة.

مناقشة