سبوتنيك: ما موقف روسيا من مسألة تسوية قضية الصحراء الغربية؟
السفير: تحرص روسيا على اتخاذ الموقف المؤيد لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة. وتؤيد روسيا ما يفعله موفدو الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية. كما أنها تؤيد ما يبذله هورست كوهلر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، من جهود لإعادة إطلاق الحوار بين المغرب والبوليساريو حول تسوية قضية الصحراء الغربية.
سبوتنيك: تستحوذ الجزائر على نصف صادرات الأسلحة الروسية إلى افريقيا تقريباً. لماذا تظل الجزائر تهتم بالأسلحة الروسية؟
السفير: تتعاون روسيا و الجزائر في مجالات عديدة من أهمها التعاون العسكري التقني الذي بدأ وقتما ناضل الشعب الجزائري من أجل الاستقلال واستمر بعدما نالت الجزائر الاستقلال. ويشهد هذا التعاون تطورا الآن بمشيئة القيادة الجزائرية التي تتصرف — غالب الظن — من منطلق تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية بخاصة عند حدود الجزائر، حيث تكثر النزاعات والأزمات، وبالأخص الأزمة الليبية. ولعل كل ذلك يقف وراء تطور التعاون العسكري التقني بين الجزائر وروسيا.
سبوتنيك: هل يمكن أن تعمل روسيا والجزائر بصورة مشتركة على تطوير الأسلحة العالية التقنية؟
السفير: يتطلب هذا توفر الكوادر المؤهلة الماهرة. في ظني فإن كل شيء ممكن في حال توفر الإرادة.
سبوتنيك: ماذا يمكن الحديث عن لقاءاتكم بالرئيس الجزائري؟
السفير: يستقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الضيوف الأجانب الكبار بانتظام ويترأس اجتماعات الحكومة الجزائرية. وبالنسبة إلي كان لي لقاء مع الرئيس الجزائري في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي عندما استقبل الرئيس بوتفليقة وفداً من روسيا يرأسه أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وحضرتُ لقاء الرئيس الجزائري ورئيس الوفد الروسي الذي دام نحو الساعة وتناول مناقشة الوضع الإقليمي والعلاقات الثنائية. واتسم اللقاء بالمودة. واختتمه الرئيس الجزائري مصافحا أيدينا بحرارة.
سبوتنيك: زار وفد جزائري برئاسة وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي معرض "إنوبروم 2018" المقام في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية. ماذا يمكن الحديث عن نتائج هذه الزيارة؟
السفير: أخبرني ممثلنا التجاري شاتيلوف بأن الزيارة كانت ناجحة. ولم يكتف الوفد الجزائري الذي ضم رؤساء الشركات الحكومية وكبار رجال الأعمال وقادة الغرفة التجارية الصناعية، بمشاهدة المعروضات بل كانت له لقاءات هامة كثيرة مع ممثلي روسيا. ونأمل أن تعطي هذه اللقاءات ثمارها لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي التقني بين بلدينا.
سبوتنيك: هل تسعى الجزائر إلى تنويع اقتصادها من خلال زيادة الاستثمار في القطاعات غير النفطية؟ وهل تساعدها روسيا في هذا المجال؟
السفير: تبذل الجزائر جهودها لتنويع اقتصادها حالياً. وتعمل روسيا أيضا على تنويع مصادر الدخل من المجالات المتنوعة. ويمكننا أن نتعاون في هذا المجال، حيث يمكننا أن ننشئ مؤسسات صناعية مشتركة لإنتاج الآلات والمعدات بخاصة الآلات الزراعية. وهناك مجال آخر للتعاون المشترك هو الاستكشاف المعدني الجيولوجي وكذلك تحديث المشاريع الاقتصادية التي تم تنفيذها في زمن الاتحاد السوفيتي.
سبوتنيك: هل يمكن أن تتعاون روسيا والجزائر في تطوير حقول الغاز والنفط الصخري؟
السفير: تشير بعض التقديرات إلى إمكان أن تملك الجزائر ثالث أكبر احتياطي للغاز والنفط الصخري في العالم. ويمكن للشركات الروسية أن تشارك إلى جانب الشركات الأجنبية الأخرى في استثمار حقول الغاز والنفط الصخري في حال قررت القيادة الجزائرية ذلك وفقا لما يقوله ممثلو القيادة الجزائرية.
سبوتنيك: وضعت الجزائر مؤخرا قانوناً بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ماذا يمكنكم الحديث عن التعاون الروسي الجزائري في هذا المجال؟
السفير: يظل هذا القانون قيد الإعداد. ويمكن أن يتم اعتماده في نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل. ويشهد التعاون بين روسيا والجزائر في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية تطوراً ولكنه محصور بإعداد الكوادر الآن.
سبوتنيك: ماذا يمكنكم الحديث عن التعاون بين روسيا والجزائر في مكافحة الإرهاب؟
السفير: هذا التعاون قائم. لقد أسفرت السياسة غير المدروسة لتغيير أنظمة الحكم في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية عن انتشار بؤر الإرهاب في المنطقة. ويشكل انتقال الإرهابيين من مكان إلى آخر خطرا على أمن الجزائر وروسيا. لذا فالتعاون في مكافحة الإرهاب قائم.
سبوتنيك: كيف تقيمون مسار التعاون بين أهم شركتي إنتاج وتجارة الهيدروكربونات في روسيا والجزائر؟
السفير: يشهد التعاون بين "غازبروم" و"سوناطراك" تطوراً. والحكومة الجزائرية الآن بصدد إعداد قانون جديد بشأن الهيدروكربونات. ونتوقع أن يعطي هذا القانون بعد صدوره في نهاية هذا العام دفعاً إضافياً للتعاون في مجال الطاقة.