قصة جديدة لـ "م. د." فتاة ليبية أقبلت على الانتحار في ظل انتشار هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة في عدة مدن، وعلى رأسها مدينة البيضاء التي تبعد عن العاصمة طرابلس نحو 1240كم.
بحسب المصادر، فإن الفتاة خضعت لـ"رقية شرعية"، خلال الفترات الماضية لمعاناتها من اضطرابات نفسية.
فيما تؤكد إحدى الباحثات بالمجتمع المدني، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن الشائع بين الأوساط الليبية أن أسباب الانتحار ترجع لعمليات الاضطراب النفسي، التي تصيب الشباب والفتيات في ليبيا، وبعض الشائعات التي تتعلق بالترويج لفكرة السحر.
وأكدت في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن أحد أقاربها كان يعاني من اضرابات، وبعد جولات كثيرة في عيادات الأطباء لم يفصح التشخيص الطبي عن أي مرض عضوي، وفي إحدى المرات حاول شنق نفسه، إلا أنهم أنقذوه في اللحظات الأخيرة بعد نقله إلى المستشفى.
وتتابع "عمليات الانتحار انتشرت بشكل كبير بين الفتيات خاصة من سن 15 إلى 22، وأنه لا أساس علمي لما يقال بشأن السحر، وأن بعض الحالات المتعلقة بالشباب ترجح لتعاطي الحبوب المخدرة".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، انتحرت فتاة تبلغ من العمر 15 عاما من مدينة العجيلات ، وبحسب "بوابة أفريقيا" وجدت معلقة على شجرة زيتون بالقرب من منزلها و حبل أسود ملفوف حول رقبتها.
وقبل انتحارها، تحدثت عن كرهها للحياة، وعن ضيق الأحوال المعيشية وسوء المناخ العام في البلاد.
وفي أبريل/ نيسان 2017 شهدت مدينة البيضاء انتحار نحو 10 حالات منهم فتاة 14 عاما، وسيدة 40 عاما، وشابة 17 عاما، ، وفتاة 19 عاما، وسيدة متزوجة ولديها أطفال وتبلغ من العمر 58 عاما.
وفي يناير/ كانون الثاني 2018، نشرت بوابة " اخبار ليبيا" ، صورة أظهرت فتاة تحاول الانتحار في منطقة الفرناج أمام مقر الأهداف الحيوية التوحيد سابقا بالعاصمة طرابلس، وبعد تدخل مجموعة من المواطنين، تمكنوا من اقناع الفتاة بالتراجع عن قرارها، فيما لم تكف الفتاة عن أسباب ودوافع الواقعة حتى الآن.
من ناحيته قال عبد المنعم الزايدي، مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن عمليات الانتحار أصبحت منتشرة بشكل كبير، إلا أنه لا توجد إحصائيات صادرة من وزارة الصحة أو الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن حتى الآن، وأن هناك بعض الحالات التي سجلت لدى المنظمة هي حالات شنق، وهناك بعض الحالات لم تفصل في أسبابها الجهات المختصة،.
واضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن الأسباب تعود إلى الحالات النفسية بشكل كبير، وتراجع مستوى المعيشة في عموم البلاد، وأن ما يشاع حول السحر لا يمكن انكاره إلا أنه لا يمكن الربط بين السحر وكافة حالات الانتحار بشكل مباشر، وأن أحد الاسباب الرئيسية يتمثل في انتشار الحبوب المخدرة بين الشباب.
وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة يموت نحو 800 ألف شخص منتحرا كل عام، أي بمعدل شخص كل 40 ثانية، ويعتبر الانتحار أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الوفاة في فئة الشباب بين 15 و29 سنة.
من ناحيته قال أحمد حمزة مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إن
عملية الانتحار أصبحت ظاهرة منتشرة في عموم ليبيا خاصة بالمنطقة الشرقيةـ وأن أهم العوامل تتعلق بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أيضا.