وأكدت مصادر محلية في إدلب لوكالة "سبوتنيك" أن سيارة مفخخة انفجرت بالحي الشرقي من مدينة إدلب السورية، مستهدفة مبنى البنك المركزي سابقا، الذي تتخذه "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي "المحظور في روسيا"، مقرا لمحكمتها العسكرية.
وأضافت المصادر: أنه وبحسب المعلومات الأولية، أدى الانفجار لمقتل وإصابة نحو 18 شخصا، بينهم 4 مسلحين أجانب تابعين للهيئة، إضافة لمقتل وإصابة مدنيين أثناء مرورهم بالمنطقة لحظة وقوع الانفجار.
وشهدت محافظة إدلب خلال الأيام الأخيرة حملة اغتيالات طالت "أمراء" وقياديين بارزين في تنظيم "هيئة تحرير الشام"، حيث أكدت مصادر محلية لوكالة "سبوتنيك" اغتيال عدد من مسؤوليها بينهم "أبو همام اللاذقاني" القائد العسكري للهيئة في ريف اللاذقية الشمالي، الذي تم اغتياله رميا بالرصاص بعد خروجه من اجتماع مع عدد من قادة الهيئة، وعثر على جثته في قرية بيلون جنوبي إدلب، كما تم اغتيال قائد التدريب العسكري لدى الهيئة "أبو إسلام الأوزبكي" الذي تم قتله في بلدة اليعقوبية بريف دركوش غربي إدلب، كما طالت حملة الاغتيالات القيادي "أبو بكر المصري" الذي تم قتله على طريق إدلب سراقب، كما أكدت المصادر أن الأيام الأخيرة شهدت فرار أعداد كبيرة من مسلحي الهيئة باتجاه الحدود التركية خوفا من المعركة التي يلوح بها الجيش السوري لتحرير محافظة إدلب.
وشنت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) خلال الأيام الأخيرة، حملة مداهمة واعتقالات في عدة بلدات بمحافظة إدلب شمال سوريا، وألقت القبض على عشرات المدنيين واقتادتهم إلى أماكن مجهولة بتهمة التواصل مع الحكومة السورية، ومركز المصالحة الروسي والسعي لترتيب مصالحات وتسويات في مناطق مختلفة من ريف محافظة إدلب السورية، كما ألقت القبض على وجهاء من الريف الجنوبي للمحافظة بتهمة الاجتماع مع ممثلين عن مركز المصالحة الروسي للتحضير لمصالحات تشمل مناطقهم وبلداتهم.
وكثف الجيش السوري منذ منتصف شهر تموز يوليو الحالي استهدافاته النارية لمواقع "جبهة النصرة" والمقاتلين "التركستانيين" مستخدما مختلف صنوف الأسلحة مع محاولات التصعيد التي شهدتها الجبهتين الشمالية والشمالية الشرقية لريف "اللاذقية"، حيث سعى المسلحون لخرق نقاط التماس مستغلين المراقبة والتغطية النارية التركية لتأمين تحركاتهم.
يذكر أن محافظة إدلب كانت قد سقطت في أيدي المسلحين وتنظيم "جبهة النصرة" (المحظور في روسيا) في عام 2015. وبحسب شروط اتفاقية المصالحة، تم إرسال المسلحين الرافضين لتسوية أوضاعهم مع القوات الحكومية السورية في حلب وحمص والغوطة الشرقية إلى هناك عن طريق الممرات الإنسانية. وتتنقل إلى هناك عصابات إرهابية رافضة للصلح من جنوب سوريا، من درعا والقنيطرة. وفي عام 2017، دخلت محافظة إدلب في منطقة خفض التصعيد الشمالية، التي تقع مسئوليتها على عاتق تركيا، كونها مع روسيا وإيران، ضامنة للهدنة في سوريا في إطار عملية أستانا.