راديو

الأرشيف اليهودي العراقي إلى أين... إلى العراق أم إسرائيل

ضيف الحلقة: المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض.
Sputnik

مفوضية الانتخابات في العراق تعلن انتهاء عملية فرز الأصوات يدويا
ذكرت مصادر مطلعة أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة يمارس ضغوطا من أجل منع إعادة الأرشيف اليهودي العراقي إلى بغداد بحلول شهر سبتمبر/ أيلول المقبل إلى العراق، وذلك بعد أن تم عقد اتفاق بين الحكومة العراقية وواشنطن عام 2010، حيث يشير اللوبي إلى أن العراق لا يستطيع حفظ الأرشيف الذي عثرت عليه قوات أمريكية، في قبو للمخابرات العراقية وسط بغداد مغمورا بالمياه بعد الغزو عام 2003.

وسلط موقع "ساسة بوست" في تقرير له الضوء على الأرشيف اليهودي في العراق والذي استولت عليه القوات الأمريكية عام 2003، حيث قامت بنقل آلاف الوثائق والمستندات والمخطوطات والمؤلفات النادرة التي كانت محفوظة في أقبية أبنية المخابرات العراقية والمتاحف والقصور الرئاسية، من بينها الأرشيف اليهودي العراقي، الذي يضم آلاف الوثائق ونسخا من التوراة، إلى واشنطن.

يذكر أن الحكومة العراقية طالبت واشنطن مؤخرا بإعادة الأرشيف اليهودي العراقي الذي استولت عليه عام 2003 ، إلا أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي يصرون على إبقاء نصفه في أمريكا والنصف الآخر في تل أبيب، حيث قدم مجموعة من أعضاء الكونغرس توصية إلى وزارة الخارجية بذلك، وتقدم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشارلز شومر، بتوصية إلى مجلس الشيوخ تقول "هذه الكنوز الثقافية التي لا تقدر بثمن، مثل كتاب الصلاة ولفائف التوراة، تعود إلى اليهود وأحفادهم، الذين أُجبروا على تركها وراءهم بعدما أجبروا على ترك العراق، وعلى وزارة الخارجية أن توضح للحكومة العراقية أن هذه القطع الأثرية يجب أن تبقى في الولايات المتحدة".

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور أحمد الأبيض:

"يوجد قضيتان في هذا الموضوع، أولهما تتعلق بالبعد الإنساني فيما يخص علاقة اليهود كشعب بالتاريخ الممتد طويلاً على أرض بابل، ومعروف كيف حصل موضوع سبي اليهود وقصة نبوخذ نصر، وظل بعدها يتواجد اليهود في الكثير من مناطق العراق ولهم آثارهم، لكن بعد أن انتقل الإسلام إلى العراق تغيرت الأشياء وبدأ ينحصر الوجود اليهودي على المستويات الثقافية والفكرية والدينية، ولكن استمروا في وجودهم في العراق إلى أن حصل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، بعدها حصل نوع من الترحيل القسري لليهود من العراق واستولوا على أملاكهم".

وأضاف الأبيض، "تم العثور على الكثير من المخطوطات التي تعبر عن التراث الديني لليهود في منطقة الكفل في الحلة وبعض الأديرة والمعابد، والأمريكان حريصون على إبقاء هذا الإرث لديهم بناء على طلب من اليهود والإسرائيليين باعتباره حقهم، لكنه موجود على الأراضي العراقية، لذا فإن الموضوع بحاجة إلى حل قانوني كي يتم نقله إلى المكان الذي يطالب به اليهود، ولعدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل قام الأمريكان بوضع هذا التراث بين أيديهم، والتراث هو إنساني بالدرجة الأساس وديني بالدرجة الثانية ويهودي، لكن يعتبر جزء من التراث العراقي. لذا فإن العراقيين هم الأحق بإعطائه أو عدمه".

وأكد الأبيض، أن "الحكومة العراقية الحالية وغيرها من الحكومات غير مهتمة بهذا الشأن، لأن الموضوع اتهمت فيه شخصيات سياسية، على الرغم من أن هذا التراث هو عراقي ولا يحق لأي جهة أن تطالب بأخذه من العراق، والحكومة مقصرة بهذا الجانب، حيث أن الموضوع له جانب دولي".

مناقشة