الملح البحري الذي تم استخدامه في أزمنة غابرة كـ (معادل للقيمة) لدى شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، كما الذهب في التاريخ الحديث، يشكل اليوم مصدر رزق للشاب "حسين"، ورث هذه المهنة حسب قوله لمراسل "سبوتنيك" عن أجداده والتي تعود لعدة عقود
حيث كان ملح البحر المعين الرئيس للعائلة التي تجاور في سكنها الشاطئ البحري في اللاذقية في منطقة تدعى "دمسرخو".
وأوضح "حسين" الذي يعتمد على الأحواض الصخرية في تجميع المياه أن استخلاص الملح البحري يتركز خلال فصل الصيف أي أن العمل يعتمد على أشعة الشمس القوية التي تساعد في دورها بتبخير المياه ليترسب الملح الذي تتم تعبئته لاحقاً في أكياس.
وبين الشاب الذي يعاني كغيره من ظروف معيشية صعبة أن استخراج الملح البحري أسهم في تحسين دخله نظراً لظروف الحرب التي أدت لتدهور معظم الحرف وكانت سبباً في ارتفاع الأسعار التي تجبر الشباب السوري على العمل ليلاً نهاراً لتغطية النفقات اليومية.
وتشكل المحميات الطبيعية ذات الشواطئ الصخرية مكانا جيداً لاستخراج الملح الذي يحظى بفوائد متعددة سواء لكونه يستخدم في الطعام أم لفوائده الصحية لكونه يحوي إضافة إلى الأيودين الطبيعي إلى عناصر ومعادن كثيرة جداً وبصورة متوازنة كما خلقها الله في
الطبيعة، ومتوافقة مع حياة الإنسان، وأهمها المنغنيز والكالسيوم والفوسفور والأيودين (من مصدره الطبيعي)، إضافة إلى أكثر من 70 عنصرا معدنيا آخر.