نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا تضمن تفاصيل تظهر لأول مرة حول خطة ترامب للسلام، والتي وصفتها بأنها لن تكون "مريحة" للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال المسؤول الأمريكي: "عند قراءة الخطة، منظمة التحرير الفلسطينية، لن تكون سعيدة، لتضمنها بعض الصفحات التي لن ترضيها، لكنها ستكون سعيدة بالبعض الآخر منها، والأمر ذاته بالنسبة للإسرائيليين".
تفاصيل الصفقة
وقال المسؤول الأمريكي: الصفقة ستتجاوز المعايير العامة، التي لم يتم المساس بها في الماضي".
وتابع:
"تلك المعايير تم التلميح لها فقط في السابق، لكن الخطة الحالية تركز على صيغ لحل القضايا الأساسية للصراع، مثل الحدود والقدس والأمن".
ويعتمد فريق ترامب في تقديم تلك الخطة، وفقا للصحيفة العبرية، على تقديم "مجموعة واسعة من الأفكار البراغماتية لكل من الجانبين، كما سيركز الفريق على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وربطه مع إسرائيل".
ونقلت "هآرتس" أيضا عن مصادر أخرى من خارج الإدارة الأمريكية قولهم: "البيت الأبيض يصقل حاليا الوثيقة النهائية الخاصة بصفقة القرن، والتي ستصل إلى عشرات الصفحات، وستكون أكبر بكثير من الخطط السابقة".
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولا آخر كبيرا في الإدارة الأمريكية، رفض تأكيد حجم الوثيقة، لكنها ستكون "خطة مفصلة" على حد قوله.
وأدرفت "الخطة ستقدم للطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي)، طريقة واقعية لحل النزاع، ليس فقط نقاط للمناقشة غير المجدية أو المفيدة".
توافق عربي
وقال مصدر أمريكي: "من الواضح أن هناك تغيرات كبيرة في المنطقة، خلال السنوات القليلة الماضية".
وتابع: "بات لدى عدد من الزعماء العرب وإسرائيل مصالح وأهداف مشتركة، علاوة على تهديدات مشتركة في الأنشطة الخبيثة لإيران في المنطقة".
وأوضحت أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، وكبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، استغلوا تلك المصالح والمشتركة، من أجل دفع تلك الخطة".
ونقلت الخطة عن مصادر من خارج الإدارة الأمريكية قولهم: "فريق ترامب، يعتقد أن خطته تحظى بإيجابية مفرطة من إسرائيل وعدد من الدول العربية الكبرى، بغض النظر عن الموقف الفلسطيني".
كما قلل مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته من قدرة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، على التأثير على الزعماء العرب فيما يتعلق بالأهمية الدينية للقدس.
وتابع:
"عندما اتخذت الإدارة الأمريكية قرار القدس (نقل السفارة)، كان يدركون أن الغضب سيهدأ وأن خطتهم ستصبح أقوى، لأنها امتصت فعليا الغضب، وهو ما سيحدث مع الصفقة".
دولة فلسطينية
نقلت "هآرتس" عن مصادر، وصفتها بالمطلعة على جولات المحادثات بشأن "صفقة القرن"، حقيقة ما تم تداوله عن إمكانية إنشاء دولة فلسطينية في سيناء.
وقالت المصادر: "اضطرت الإدارة الأمريكية إلى إنكار العشرات من التقارير خلال العام الماضي، حول المحتويات المزعومة لصفقة القرن".
وتابعت المصادر:
"في إحدى الحالات، سئل غرينبلات عن تقارير في وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية بأن الإدارة تريد إنشاء دولة فلسطينية في سيناء"، مضيفة "هذه التقارير غير صحيحة وأنها عبارة عن نظرية مؤامرة".
وأشارت إلى أن "جوهر صفقة القرن، سيتم تطبيقها في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويمكن أن تحاول الإدارة الأمريكية للترويج إلى مشاريع اقتصادية في شمال سيناء، التي يمكن أن تحسن الوضع في غزة، لكنها ليست مؤشرا عن تغيرات سياسية أكبر".
لكن نقلت الصحيفة عن مصدرها داخل الإدارة الأمريكية قوله: "التوترات الحالية الواقعة بين البيت الأبيض والسلطة الفلسطينية، تجعل من غير الواضح إمكانية حصول الخطة على دعم العالم العربي".
وأضاف: "النقد الذي ستواجهه الخطة من السلطة الفلسطينية سيحول دون تحقيق ذلك. إن الإدارة الأمريكية لم تتخلى عن الفلسطينيين بعد، وتواصل التأكيد بالإفصاح عن ذلك، على الأقل في التصريحات العلنية ، على أمل أن يغير عباس مساره ويعود إلى المفاوضات".
واختتم المسؤول تصريحاته، قائلا:
"نود أن تتحدث الخطة عن نفسها. سيفهم الناس أن حالهم سيكون أفضل بعد الصفقة. ونعتقد أن الأشخاص المعنيين يهتمون بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم. هذه الخطة ستمنح الكثير من الفرص للمستقبل مقارنة بالوضع الذي يعيشون فيه الآن".