في البداية قال أيمن سيف النصر عضو مجلس النواب الليبي، إن رد فعل الشارع الليبي طبيعي، وأن الحديث من قبل الساسة الإيطاليين أو بعض المسؤولين ممن يتعاملون مع ليبيا وكأنها الشاطئ الرابع لإيطاليا، خاصة أن هذا الأمر مخالف للمعاهدة الموقعة بين إيطاليا وليبيا، كما أن هذه التصريحات ستكلف إيطاليا وغيرها الكثير من الخسائر في المستقبل، نظرا لإمكانية حدوث بعض التغيرات في طبيعة العلاقات التي كانت اتسمت بالصداقة والتبادل التجاري والاقتصادي والثقافي.
وشدد النائب الليبي على ضرورة الانتباه لمثل هذه التصريحات من المسؤولين، وأن يعي البرلمان الإيطالي خطورة التصريحات التي يرفضها الشارع الليبي والساسة على حد سواء، وأن الأمر ذاته ينطبق على الجانب الفرنسي المتواجد بشكل كبير في الجنوب الليبي.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري، أوضح أن هناك الكثير من قوات هذه الدول على الأراضي الليبية إلا أنها لا تتخذ شكل الاستعمار أو التواجد العسكري بمعناه الاحتلالي، وأنه لا أحد يمكن أن يضمن ما الذي قد يحدث في الفترات المقبلة، خاصة أن كل الدول تبحث عن مصالحها، وهو ما جعل من ليبيا ساحة للصراع الدولي.
من ناحيتها قالت جميلة اللباد أستاذ الجغرافيا بجامعة الجبل الغربي، في تصريحات لـ"سبوتنيك" إن الشارع الليبي يرفض رفضا قاطعا جولات السفير الإيطالي في المدن الليبية، وأن هذا الغضب ناتج عما يسعى له من أن تصبح بلاده وصية على ليبيا، وهو يشير إلى الرغبة في عودة الاستعمار وهو أمر غير مقبول به.
وأضافت أن إيطاليا تتنازع مع فرنسا وبريطانيا على الأراضي الليبية وكأنها دولة ليست ذات سيادة أو أن الشعب الليبي لا يملك قراره، وأن الأزمة الراهنة في الداخل الليبي هي من شجعت الأطراف الخارجية على هذا التدخل.
وطالبت الأطراف السياسية وكافة فئات الشعب بضرورة الاصطفاف من أجل إعلاء سيادة الدولة بعيدا عن النزاعات والفرقة التي عصفت بمقدرات الدولة والشعب طيلة السنوات الماضية.
من ناحيته قال أشرف عبد الفتاح عضو مجلس القبائل الليبية، إن تصريحات السفير الإيطالي يعد تدخلا في الشأن الليبي، وخارج كافة البروتوكولات المعمول بها بين البلدين.
وأضاف أن الشارع الليبي وكافة القبائل يرفضون أي تواجد على الأرض للسفير الإيطالي أو أي قوات إيطالية، وأن ليبيا دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، ولا يمكن اعتبارها مستعمرة إيطاليا، وأن عشرات المناطق خرجت في مسيرات رافضة لأي تدخل إيطالي أو أجنبي في الشأن الليبي.
وطالب بضرورة عدم التدخل في الشأن الليبي، وأن الليبيين مسؤولين عن تقرير مصيرهم وحل أزماتهم بأنفسهم، وأن السفير الإيطالي يجب أن يخرج من ليبيا فورا.
كما دعت لجنة الخارجية والتعاون الدولي بمجلس النواب الليبي، الخميس 9 أغسطس/آب، وزارة الخارجية الإيطالية إلى محاسبة سفيرها في طرابلس جوزيبي بيروني، معتبرة إياه شخصاً غير مرغوب به في ليبيا، وأنه يجب تعيين بديل له.
واستنكرت اللجنة بحسب بيانها تصريحات بيروني بشأن الانتخابات المقبلة، التي أثارت موجة احتجاجات وتظاهرات في مختلف المدن، معتبرة ما جاء على لسان السفير الإيطالي تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الليبي، ومساساً خطيراً بالسيادة الوطنية.