لا شيء يدعو للسرية والكتمان، فالمعركة القادمة باتت معلنة في السياسة كما في الميدان وغير قابلة للحلول الوسطية كما أبلغت القيادتين الروسية السورية كافة الأطراف في مقدمتهم التركي صاحب النفوذ.
يقف ضابط سوري مشارك في التجهيز للعملية مع الواصلين من جبهات درعا والسويداء، وآخرين قد انتهوا من استراحة معركتي الغوطة والحجر الأسود، وزّعهم في أماكن الإقامة وأبلغهم أن الانطلاق نحو إدلب لم يقرر بعد والتحشيد مستمر ولن يتوقف حتى إغلاق أبواب مركز التنسيق في "حميميم" وحسم المسلحين لخيارتهم المحدودة أصلاً لأن الرافضين للاستسلام لا خيار لهم فلا وجهات جديدة بعكس المعارك السابقة.
في أروقة العملية وخططها تتجه الأنظار العسكرية كما علم مراسل "سبوتنيك" نحو الشرايين المغلقة، أي الطرق الرئيسية التي تربط حماة بإدلب وحلب كما يعد طريق اللاذقية — حلب الجديد والذي يشق جسر الشغور أحد أهم المفاصل التي تحدد مستقبل المعركة، كل الاحتمالات مفتوحة حسب القادة الميدانيين وتجزئة المناطق الواسعة جغرافيا ومن ثم قضمها هي سياسة ناجحة قد تفعلها القوات ولن تغيب عن أرياف إدلب الواسعة وقد سبق أن كان لها دور في تفكيك تنظيم "داعش" وشرذمته حتى في الصحراء الشاسعة.
قرب أبواب "حميميم" تكثر الوفود الراغبة بالتسوية، في الشمال فصائل الجيش "الحر" لم تخف رغبة مقاتليها بالتخلي عن الحرب ورمي السلاح وخاصة بعد أن وجدت نفسها أمام سيوف "النصرة"، في نفس الوقت يبحث الجيش الس
وري عن مفاتيح بقية الملفات في الشمال عبر التحضير لإغلاق أبواب أرياف اللاذقية وحتى الحدود التركية، ومن مورك وخان شيخون في حماة وحتى عمق المدينة، فيما ستعمل وحداته لوصل ريف حلب الجنوبي الغربي بإدلب، وكل هذا يعد ضمن التمهيد لاقتحام عمق المدينة التي تعج بعشرات الألاف من المقاتلين العرب والتركستانيين والصينيين والأوزبك.
وكان الجيش السوري قد بدأ باتخاذ الإجراءات اللوجستية على الأرض من خلال إغلاق المناطق المتاخمة لخطوط الاشتباك ودعوة المدنيين العالقين في إدلب للابتعاد عن مقرات النصرة التي وضعت في قائمة الأهداف الجوية للطيران السوري والروسي الجاهز عملياً للإغارات الصاروخية.