روسيا قد تخسر 4-8 مليارات دولار في حال انتقالها لعملات أخرى بحساباتها النفطية

صرح محلل الشركة المالية "أوتكريتيه بروكير" الروسية، تيمور نيغماتولين، اليوم الجمعة، بأن التخلي عن الدولار في حسابات روسيا النفطية والتحول إلى عملات أخرى، أمر ممكن، لكن غير مربح.
Sputnik

موسكو، سبوتنيك. وقال نيغماتولين في حوار مع وكالة "سبوتنيك"، ردا على سؤال حول سبل التحول إلى عملات وطنية في حسابات روسيا النفطية:"التحول عن الدولار في الحسابات النفطية لعملات أخرى، بما في ذلك الروبل، أمر ممكن، لكن غير مربح. يباع بالدولار 71 في المئة من صادرات روسية. ولن تحصل روسيا على حوالي 4-8 مليارات دولار في مبيعاتها بالخامات كل ربع سنة، بسبب تحويل العملات، وتراجع السيولة وارتفاع المخاطر".

خطوات غير متناسقة

الكرملين يؤكد استقرار النظام المالي الروسي رغم تقلبات سعر الروبل
ويأتي هذا التصريح بعد إعلان وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، بأن وزارة المالية لا تستبعد التخلي عن الدولار في المدفوعات، مقابل إمدادات النفط، والتحول إلى عملات أخرى، بما في ذلك الروبل. ووفقا له، فإن خطوات السلطات الأمريكية، غير المتناسقة، تقوض استقرار الدولار.
واعتبر نيغماتولين من جانبه، أن هذه التصريحات هي أكثر سياسية وموجهة للمواطن الروسي، متوقعا أن تخسر روسيا ربعيا حوالي 4-8 مليارات دولار في مبيعاتها بالخامات.

كما اعتقد نيغماتولين بأن "التخلي عن الدولار، على المدى الطويل، سيضعف الروبل بـ20 في المئة لعددة أسباب. وفي الحال العكسي، سيتوجب على وزارة المالية الروسية التخلي عن امتلاء الصندوق الاحتياطي".

نسبة ضئيلة
وردا على سؤال حول قيمة الروبل على المدى البعيد، قال نيغماتولين: "في الوقت الحالي، نتوقع في بورصة موسكو أن تصل قيمة الروبل، في نهاية العام الحالي، إلى 61.8 روبل للدولار الواحد".
ومع ذلك، أشار الخبير المالي الروسي إلى وجود توقعات أخرى، تكمن في أن قيمة الروبل ستصل، في نهاية العام الحالي، إلى مستوى 70.4 روبل للدولار الواحد، و82 دولار، في خريف عام 2019، مشيرا إلى أن احتمال حدوث هذا السيناريو يشكل 5 في المئة.

تراجع الروبل أمام اليورو والدولار
من ناحية أخرى، اعتبر كبير اقتصاديي قسم الأعمال الاستثمارية في مصرف "سبير بنك" الروسي العملاق، روديون لوميفوروتوف، أن تحول الحسابات بمبيعات النفط إلى عملات وطنية أخرى، سيمكن الاقتصاد الروسي من تقليص الاعتماد على العملة الأمريكية.

تقليص الاعتماد على الدولار
وقال لوميفوروتوف في حوار مع وكالة "سبوتنيك": "إن التحوّل في حسابات مبيعات النفط وصادرات أخرى من الدولار إلى الروبل، أو عملات وطنية أخرى، سيمكن من تقليص الاعتماد على الدولار، ومن تجنب تجميد الحسابات، التي تمر عبر الدولار".
وأضاف الخبير الروسي بأن "هناك شركات، في الوقت الراهن، قد بدأت تبحث إمكانية إجراء الحسابات على بضائعها بالروبل"، متوقعا أن يستمر ويتعزز هذا الاتجاه، في المستقبل.
كما قال لوميفوروتوف مقيما فرص تحول الحسابات بمبيعات النفط الخام الروسي إلى عملات غير الدولار: "إن هذه العملية طويلة، ومن المبكر الحديث بأنه يمكن تحويل جميع الحسابات إلى الروبل، وعملات أخرى مباشرة. لكن الاتجاه نحو ذلك واضح".

الاقتصاد الروسي

سعر صرف الروبل يرتفع على خلفية الأخبار من البنتاغون
وعبر المتخصص الروسي عن رأيه بأن ارتفاع حصة الحسابات بالروبل سيمكن من تقليص اعتماد الاقتصاد الروسي على الدولار، لكن ديناميكية صرف العملة الأمريكية والسياسة النقدية لمجلس الاحتياط الفدرالي سيظل يؤثر على سعر صرف الروبل.
هذا وتعتمد روسيا واقتصادها على الصادرات النفطية، واستخدام الدولار، بشكل كبير، حيث تعتبر روسيا أكبر مصدر للنفط الخام في السوق الصينية، وقد ارتفعت صادرات النفط الروسي إلى الصين خلال الفترة، منذ مطلع العام الحالي، حتى شهر مايو/أيار الماضي، بنسبة 43 في المئة، على أساس سنوي لتصل إلى 750 ألف برميل يوميا.

ديناميكية أسعار الصرف 
في حين تحتل أوروبا حصة كبيرة في هيكل صادرات النفط الروسي، لكن حجم صادرات النفط الخام إلى مصافي تكرير النفط الأوروبية، خلال الفترة ذاتها، تراجعت بنسبة 19 في المئة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، إلى مستوى 1.86 مليون برميل يوميا.

وتخطى سعر الدولار، في 10 أغسطس/آب، 67 روبل، لأول مرة، منذ أغسطس/آب 2016، وتحاول العملة الروسية بعد يومين من الهبوط القوي، الارتفاع أمام اليورو، حيث أثرت ديناميكية أسعار الصرف على العملية الأوروبية، التي انخفضت إلى ما دون 1.15 دولار.

عقوبات جديدة

الروبل يرتفع أمام الدولار في بداية تعاملات اليوم
وجدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية أعلنت، في 8 أغسطس/آب، عن فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، بسبب استخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية، في سالزبوري البريطانية.

وحسب تقارير قناة "إن بي سي"، فإن الحزمة الأولى تفترض حظر توريد المنتجات، ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا. وتتضمن الحزمة الثانية، تخفيضا في مستوى العلاقات الدبلوماسية، وفرض حظر على الرحلات الجوية التي تقوم بها شركة الطيران الروسية "آيروفلوت"، والوقف، شبه الكامل، للصادرات الأمريكية إلى روسيا.

مناقشة