بذات العربة، أحرز فياض عبد الله، المركز الرابع في سباق أقيم حديثا لضحايا التفجيرات والعمليات الإرهابية التي كان ينفذها تنظيم "داعش" الإرهابي قبل استيلائه على كبرى مدن العراق غربا وشمالا.
ويقول عبد الله، وهو من أهالي قرية اللزاكة، في حديث لـ"سبوتنيك" في العراق: "فقدت كلتا ساقي إثر تفجير بعبوة لاصقة وضعها عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي، أسفل سيارتي، بتاريخ 17 فبراير/ شباط عام 2010، ولكنني عملت على حافز بداخلي في مساعدة العائلات والأعمال، وصنع عربة لي".
وكشف عبد الله، عملت أثناء سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، على قريتي "اللزاكة" التابعة لناحية القيارة جنوبي الموصل، مركز نينوى، في مساعدة العائلات للهروب من بطش التنظيم، ونقلهم عبر نهر دجلة إلى بر الأمان.
وكان تهريب العائلات من مناطق سيطرة "داعش"، فعل خطر جدا، ومن يمسك به ينتهي مصيره بالإعدام ذبحا أو حرقا أو سلخا على يد التنظيم الذي كان يمنع خروج المدنيين ويقتل من يحاول منهم فعل ذلك أو التفكير به حتى.
وأضاف، كما شاركت في انتفاضة تحرير "اللزاكة" من سيطرة "داعش"، مع بدء عمليات التحرير التي انطلقت في 2016، وكان موقعي حينها في المقدمة أي عند "خط الصد".
وبعد تحرير قريته، عمل عبد الله في اللجنة الأمنية، ومجلس الشباب، ويقوم بدوريات وجولات ليلية على نقاط الحماية الأمنية الخاصة باللزاكة، بالإضافة إلى أعماله الإنسانية في مساعدة النازحين ومدهم بالمعنويات والدعم النفسي لاسيما للحالات المشابه لحالته عن ساقيه المبتورتين.
ويعرف عن عبد الله، بإنه عضو فعال في مجلس شباب قرية اللزاكة، إذ شارك بجميع الأعمال التي يقوم بها المجلس، ونال لقب "سفير الشجاعة"، وله شعبية وحضور بين أصدقائه وأهالي القرية.
أحرز عبد الله، مؤخرا المركز الرابع، في سباق ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أقيم ضمن فعاليات ماراثون نينوى للسلام، بعربته التي من صنع يديه، على عكس بقية المتسابقين الذين كانت عرباتهم مخصصة للسابق.
ويواجه الشاب فياض عبد الله عائقا وهو الحصول على تعويضاته وحقوقه من الجهات الرسمية، عن كونه أحد ضحايا الإرهاب، وعلى مدار يومي منذ سنة إصابته، يحمل معاملته الرسمية إلى الدوائر المعنية في ناحية القيارة، ومدينة الموصل، لكن دون جدوى أو نتيجة حتى الآن.
الجدير بالذكر، أن الآلاف من العراقيين أصبحوا من ذوي الإعاقة إثر العمليات الإرهابية التي كان ينفذها تنظيم القاعدة سابقا بعد التغيير من الاجتياح الأمريكي للعراق، ومن بعده "داعش" الإرهابي، الذي قتل وشرد ملايين المدنيين من أبرز مدن البلاد وأكبرها سكانا وهي نينوى، وأجزاء من كركوك، وصلاح الدين، وديالى، والأنبار، وحزام بغداد، على مدى السنوات الماضية حتى دحره ببطولات سطرتها القوات العراقية.
وأعلن العراق تحرير كافة أراضيه من قبضة تنظيم "داعش"، وانتصاره النهائي على الإرهاب في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، بعد معارك حسمت في محافظة نينوى، شمالي بغداد، والحدود الدولية من صحراء الأنبار، غربا باتجاه سوريا والأردن والسعودية.