راديو

عمليات تركيا في شمال العراق... هروب من المشاكل أم استراتيجية عسكرية

ضيوف الحلقة: سعدي بيره، عضو الهيئة السياسية في الحزب الوطني الكردستاني والخبير العسكري، الدكتور عدنان نعمة.
Sputnik

تركيا: نواصل عملياتنا في شمال العراق وخصوصا بعد زيارة العبادي إلى أنقرة
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن جيش بلاده مستمر في مكافحة الإرهاب في إطار عملياته في سوريا والعراق، المتاخمة للحدود الجنوبية لتركيا.

وقال أردوغان خلال المؤتمر العام لحزب "العدالة والتنمية" في العاصمة أنقرة: "عمليات الجيش التركي والتي انطلقت سابقا، في كل من جرابلس والباب وعفرين ستستمر لتشمل مناطق أخرى من سوريا بالقرب من الحدود العراقية… وأيضا مناطق سنجار ومخمور داخل أراضي العراق سيكون الأمر ذاته".

وأضاف: "نسعى إلى القضاء على كافة التهديدات الإرهابية التي نواجها من داخل أراضي سوريا والعراق، ولن نسمح لأن تتشكل مجموعات إرهابية تتحكم في منطقة عند حدودنا الجنوبية".

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" سعدي بيره:

"إن أي تصعيد في العمليات العسكرية في سنجار التي تطال المدنيين سيكون فيها مبالغة كبيرة، وأنا أعتقد أن القيادة التركية ذكية وسوف تأخذ بنظر الاعتبار سيادة العراق. فهي تعاني من عقوبات أمريكية وموضوع سنجار بات من المواضيع الدولية التي تتصارع حوله عدة دول ويجب إيجاد حل سياسي له بدلا من الاستمرار باستخدام القوة التي تسير وفق جدول يومي ويسقط بسببه العديد من المدنيين، وهذا القصف المستمر لم يغير أو يحسم شيئا، وإنما فقط يتسبب بخسارة للمواطنين، كذلك يستنزف أموالا طائلة، وجميع ذلك يدفع نحو العنف والإرهاب".

أنقرة: استمرار وجود القوات التركية في عفرين لهذا السبب
وتابع بيره، "ليس من مصلحة إقليم كردستان استمرار الحرب، فالإقليم يسعى إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة بسبب الحروب، ولا يمكن إعمارها ما دام القصف التركي مستمر. مع العلم أن هذا القصف لا يحل موضوع سنجار أو جبل قنديل أو عفرين أو غيرها، وإنما يتطلب إعادة النظر في العلاقات بين مكونات هذه المناطق التي تضم أطياف مختلفة من عرب وأكراد وتركمان، بدلا من حل المسائل عن طريق العنف".

وفيما يخص زيارة العبادي إلى أنقرة ونتائج هذه الزيارة يقول بيره، "زيارة السيد العبادي إلى تركيا يبدو أنها كانت زيارة مجاملة أكثر منها زيارة لحل المشاكل بين البلدين".

وأضاف بيره، "هناك ضغط اقتصادي كبير على تركيا، لذا فإن أنقرة تحاول فتح ملفات المناطق الكردستانية وممارسة الحرب لغرض لفت أنظار المواطن التركي بعيدا عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي  تعانيها تركيا".

من جانبه يقول ضيف برنامج الحقيقة الخبير العسكري الدكتور عدنان نعمة عن موضوع استمرار العمليات العسكرية التركية في شمال العراق:

"أعتقد بأن القيادة التركية ومنذ تسلم أردوغان دفة الحكم، نراه يصر على محاربة حزب العمال الكردستاني، وقد حاول كثيرا استخدام الأراضي العراقية في حربه، حيث يتركز التنظيم في مناطق كردستان العراق، وتوجد قوات تركيا في تلك المناطق، مع العلم أن القيادة العراقية لا ترغب بوجود هذا الحزب على الأراضي العراقية وأن يكون مصدر من مصادر الإرهاب، وأرى أن الحل الأفضل للقضاء على ذلك التهديد هو فتح الحوار مع حزب العمال الكردستاني بدلا من استخدام السلاح، حيث أن فكر الاستقلال مترسخ لدى الأكراد الأتراك، وحتى لدى أكراد العراق، لذلك يجب أن لا تستخدم القيادة التركية القوة المفرطة ضد حزب العمال الكردستاني، كون ذلك سيؤدي إلى استفزاز مشاعر جميع الأكراد في المنطقة ضد الأتراك".

وتابع نعمة، "تعد سنجار حلقة الوصل بين الأراضي التركية والعراقية، وهي منطقة فيها من التضاريس ما يمكن حزب العمال الكردستاني من التخفي وإقامة معسكرات غير منظورة تساعده في القيام بعمليات عسكرية داخل الحدود التركية، وقد حدثت الكثير من الخروقات داخل المدن التركية انطلاقا من سنجار".

 وأضاف نعمة، "إن الولايات المتحدة لا تفكر بالموضوع العسكري في شمال العراق، ومن المستبعد أن يحدث احتكاك بين الجيشين التركي والأمريكي، فالرئيس الأمريكي ذو فكر اقتصادي بحت، والنزاع بين الأتراك والأمريكان صراع اقتصادي".

مناقشة