أحد المتظاهرين الذين قتلوا في محافظة البصرة الغنية بالنفط ومنافذها البحرية والحدودية الأهم والأبرز اعتمادا في البلاد، لقي مصرعه إثر التعذيب بعد اعتقاله، حسب إحصائية خص بها مجلس عشائر المحافظة "سبوتنيك".
وقال الفريجي، إن أربعة متظاهرين قتلوا، وأصيب 250 آخرون بجروح، نتيجة قمع التظاهرات من قبل الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من محافظة البصرة، منذ يونيو الماضي، وإلى الشهر الجاري.
وأضاف الفريجي، أما عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم، من قبل الأجهزة الأمنية، فقد بلغ حتى اللحظة، 137 معتقلا، في حين تم تسجيل 6 أشخاص ضمن "مجهولي المصير" تم اعتقالهم ولم يتم معرفة مصيرهم إلى الآن.
ولفت الفريجي، إلى أن المتظاهرين المعتقلين يتعرضون للتعذيب، وأحدهم توفي إثر ذلك.
وأعلن الفريجي، عن توجه مجلس عشائر البصرة، بمطالب لفتح تحقيق من قبل الادعاء العام، وإحالة قائد عمليات البصرة، إلى التحقيق، معبرا "لأن التظاهرات سلمية وفق الدستور الذي كفل حرية التعبير السلمي".
وأكمل، بالإضافة إلى فتح تحقيق مع محافظ البصرة، وإحالته إلى القضاء كونه، رئيس اللجنة الأمنية، لأن ما فعله هو وقائد العمليات من قمع التظاهرات وضرب المتظاهرين، يعد خرقا للدستور، علما أن التظاهرات حصلت على تأييد شرعي من المرجعية الدينية في محافظة "النجف الأشرف" وسط البلاد.
ولفت الفريجي، إلى أن الاعتصام مازال مفتوحا، في البصرة تحديدا قرب مبنى المحافظة في ساحة "عبد الكريم قاسم"، حتى تلبية المطالب.
وصرح الفريجي، بقوله:
إن المسؤولين غضوا النظر عن هذا الاعتصام والتظاهرات، وإلى الآن الحلول إعلامية ولا يوجد شيء على أرض الواقع، بالإضافة إلى أن القوات الأمنية تأتي وتقمع التظاهرات بعنف، وبعضها أعطت الإصابات والقتلى، والاعتقالات".
وأكد رئيس مجلس عشائر البصرة، صحة الأنباء التي تحدث عن وصول مولدات الطاقة الكهربائية التي تبرعت بها الكويت إلى البصرة لحسم أزمة انقطاع التيار الكهرباء مع أجواء الصيف اللاهب للمحافظة، ونقلها إلى العاصمة بغداد، وإحالتها إلى محافظة أخرى.
سجلت محافظة البصرة، التي دخلت في شهرها الثالث من التظاهرات المنتفضة ضد البطالة وسوء الخدمات، مئات الإصابات بالتسمم بين المواطنين منذ أيام قليلة فقط، إثر جرثومة وصلت إليهم في مياه الإسالة.
فقد كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، لـ"سبوتنيك" عن أحدث إحصائية بحالات التسمم، التي شهدتها محافظة البصرة، في أغلب مناطقها وأكثرها تركزا في المركز، إذ بلغ عدد الأشخاص المصابين حتى الآن 500 شخص من بينهم أطفال.
وصرح عضو المفوضية علي البياتي لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، الأربعاء الماضي، 22 أغسطس/ آب، قائلا:
"حسب مكتب المفوضية في البصرة، ونقلا عن تقارير طبية محلية، أن حالات التسمم في المحافظة وصلت إلى 500 حالة، وأن سبب التسمم جرثوم ناجم عن تلوث مياه الإسالة وزيادة نسبة الملوحة في الماء".
وأضاف البياتي، كما سجلت البصرة، حالات كثيرة من الأمراض الجلدية بسبب ملوحة المياه أيضا، مشيرا إلى أن توافد المرضى نتيجة التسمم بالمياه، بدأ منذ يوم الأحد 12 أغسطس/آب الجاري، إلى مستشفى الشفاء في المحافظة بأعداد كبيرة.
ونوه عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إلى أن مكتب المفوضية طالب دائرة صحة البصرة، ببيان موقفه من الكارثة الجديد والإجراءات المتخذة للحد من هذا التسمم المتزايد وبيان سبب تلوث المياه.
وتشهد محافظة البصرة منذ يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي، تظاهرات بدأها عاطلون عن العمل ضد انعدام فرص التشغيل، لينظم إليهم الآلاف من أبناء المحافظة مع مطالب أخرى لتوفير الخدمات على رأسها الكهرباء والمياه الصالحة للشرب مع إيجاد حلول للبطالة المتفاقم.
وتعتبر البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، من أغنى مدن البلاد نفطيا ويعتمد عليها الاقتصاد العراقي بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى أنها المنفذ البحري الوحيد بموانئها التجارية المطلة على الخليج.