هكذا تحدث الفيلسوف الفرنسي فولتير عن وفاء الكلاب وعلاقتها بالإنسان في كتابه الشهير "القاموس الفلسفي".
ومما لا شك فيه أن الإنسان تجمعه بالكلاب المستأنسة علاقات وثيقة منذ عدة قرون، فالذاكرة الجمعية لنا —نحن البشر- تزخر بقصص وحكايات وفاء هذا الحيوان مع صاحبه.
الحياة العاطفية للكلاب
إذا كنت تعيش مع كلب فإنك بالتأكيد تعرف متى يكون سعيدا أو بائسا، أليس كذلك؟ بالطبع هذا ما يحدث، فحتى المجتمع العلمي، يعترف حاليا بأن الكلاب لديها عواطف ومشاعر بحسب دراسة نُشِرَت عام 2011 بعنوان "الدوائر العاطفية الأساسية لأدمغة الثدييات: هل للحيوانات حياة عاطفية؟".
لكن، لم يتمكن العلماء من قياس ما تعبِّر عنه هذه العواطف بشكل مباشر، في حين أظهرت الدراسات مرارا مدى تأثير الحيوانات الأليفة الإيجابي على حياتنا.
فقد وجدت دراسة أجريت على 975 رجلا بالغا من مالكي الكلاب، أنه في أوقات الاضطراب العاطفي، كان من المرجح أن يلجأ معظم الناس إلى كلابهم أكثر من إخوتهم أو أصدقائهم أو أبنائهم أو آبائهم أو حتى أمهاتهم.
الصديق والرفيق… لكنه "المعالج" أيضا!
لا يعتبر امتلاك الكلاب مشاعر وعواطف أمرا مستغربا أكثر من كونها تعتبر حاليا الحيوان الأكثر استخداما في العلاج، إذ يجري الاستعانة بها بشكل متزايد كمشاركين في مجموعة متنوعة من برامج الصحة العقلية وذلك لتوفر المرافقة والمجالسة السعيدة والحب غير المشروط للمرضى.
ففي المملكة المتحدة، تمتلك جمعية الحيوانات الأليفة العلاجية (PAT) أكثر من 5 آلاف كلب نشط لأغراض علاجية، والتي تعمل مع حوالي 130 ألف شخص في الأسبوع.
بينما في الولايات المتحدة، لدى جميعة American Kennel Club الأمريكية برنامجا يسمى Therapy Dog Program والذي يعترف بست مؤسسات وطنية تستخدم الكلاب في العلاج بشكل قانوني، ويمنح ألقابا رسمية للكلاب الذين عملوا على تحسين حياة الأشخاص الذين قاموا بزيارتها.
فرويد.. وبداية الكلاب في علاج المرضى
يعد الطبيب سيغموند فرويد، المفكر ومؤسس علم التحليل النفسي، بشكل عام رائد العلاج بمساعدة الكلاب وذلك بنحو غير مقصود.
ففي أثناء تقديمه لجلسات العلاج النفسي في ثلاثينيات القرن العشرين، كان يجلس إلى جواره كلب من نوع تشاو تشاو —يسمى جوفي.
لاحظ فرويد أن المرضى أصبحوا أكثر استرخاء وانفتاحا عندما كان جوفي بجواره، وساعده ذلك فى التوصل إلى وجود علاقة ما بين وجود الكلب وحالة الاسترخاء تلك.
لكن البداية الرسمية للعلاج بمساعدة الحيوان ترتبط بشكل عام بالحرب العالمية الثانية، فعندما رافقت كلبة من نوع "يورك شاير" تدعى سموكي العريف ويليام لين في أثناء زيارته مستشفيات الخدمة في غينيا الجديدة، ارتفعت معنويات الجنود الجرحى بسبب وجودها معه.