ونقلت "العربية"، عن تصريحات للتحالف، ورد بها "تمت إحالة تقرير مجلس حقوق الإنسان إلى الفريق القانوني للتحالف".
وأشار "التحالف"، الذي يخوض حربا إلى جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ضد الحوثيين المسيطرين على العاصمة صنعاء ومعظم شمال البلاد، منذ مارس/آذار 2015؛ إلى أنه "يتابع باهتمام جميع التقارير الأممية بشأن الأزمة في اليمن".
وقال تقرير للأمم المتحدة، إن الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة السعودية في اليمن سببت خسائر شديدة في الأرواح وبعضها قد يصل إلى جرائم حرب.
وحمل التقرير المذكور السعودية والإمارات والحكومة اليمنية مسؤولية الانتهاكات في اليمن؛ كما اتهم المقاتلين الحوثيين بممارسة التعذيب، وتجنيد الأطفال، معتبرا أن ذلك أيضا يرقى إلى ما قد يوصف بـ"ارتكاب جرائم حرب".
وقال الفريق الدولي، في تقريره: "لا نسعى إلى وضع اللوم على طرف دون آخر، لكننا بحثنا أشكال العنف في اليمن، سواء كانت غارات التحالف أو هجمات الحوثيين".
وأشار التقرير إلى أنه تم "تحديد أشخاصا قد يكونون مسؤولين مباشرة عن ارتكاب جرائم الحرب باليمن"، لافتا إلى قيام فريق الخبراء الدولي بـ "توثيق أعمال مروعة لانتهاكات ارتكبها أطراف الصراع في اليمن".
وبهذا الصدد، دعا التقرير إلى "وقف فوري لأعمال العنف في اليمن"؛ كما حث "مجلس حقوق الإنسان"، التابع للأمم المتحدة، على إجراء مزيد من التحقيق ومساءلة المتهمين.
وحرص فريق التحقيق الدولي على الإشارة إلى أن هذا التقرير "سرد بعض الجرائم"، حيث أن الخبراء الدوليين المعنيين بالتحقيق، "لم يستطيعوا الوصول إلى جميع مناطق الصراع في اليمن".
وكان المتحدث قال في مؤتمر صحفي في الرياض، أمس، إن "بعض المسؤولين الأمميين" يتخذون "مواقف غير حيادية في بعض البيانات الصادرة حول ادعاءات بشأن استهدافات خاطئة"، مضيفا أن "هذه أحكام مسبقة (…) وتسويق للرواية الحوثية في المجتمع الدولي".
ويتهم التحالف مسؤولين من الأمم المتحدة بـ"الاستجابة لضغوط" الحوثيين في هذا البلد و"تسويق رواية" هؤلاء "المتمردين" حول الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف والتي تسببت في مقتل مدنيين.
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قد أعلن الجمعة أن ما لا يقل عن 26 طفلا و4 نساء قتلوا الخميس في غارتين للتحالف، مطالبا بإجراء تحقيقات مستقلة وحيادية في الهجمات التي تستهدف مدنيين في هذا البلد الغارق في الحرب.
وفي 9 أغسطس/آب قتل 40 طفلا في غارة جوية استهدفت حافلة تقل أطفالا في أحد أسواق محافظة صعدة في شمال اليمن، بحسب الصليب الأحمر، ما دفع بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المطالبة بإجراء تحقيق مستقل.
واعتبر المالكي أن تصريحات لوكوك "قد تكون (…) استجابة للضغوط" التي ذكر أن المتمردين في اليمن يمارسونها على المنظمات الأممية، مضيفا "لا توجد حرب من دون أضرار جانبية".
وكان التحالف قد أعلن فتح تحقيق في الغارة التي وقعت في 9 أغسطس، ولم يعلّق التحالف على أحداث الخميس الماضي، لكن وكالة أنباء الإمارات أكدت أن الحوثيين أطلقوا صاروخا "باليستيا إيراني الصنع"، ما أدى الى مقتل المدنيين، والإمارات شريك رئيسي في قيادة التحالف.
ويطالب المسؤولون الأمميون بفتح تحقيق مستقل، ويعتبرون أن تحقيق قيادة التحالف العربي "غير شفاف"، فيما يدافع التحالف عن عملياته ويقولون إنها مشروعة.
ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين. ولقد تدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري يضم الإمارات في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014.
وأوقعت الحرب في اليمن أكثر من 10 آلاف قتيل منذ تدخل التحالف الذي تسبب "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم بحسب الأمم المتحدة.