راديو

هل بدأت الجولة الأخيرة من نزال ماكغورك - سليماني على الحلبة العراقية؟

ضيف الحلقة: الدكتور باسم الكناني-أستاذ العلوم السياسية
Sputnik

أكد القيادي في حزب الدعوة حسن السنيد، أن مبعوث ترامب بريت ماكغورك تجاوز صلاحياته بعد تدخله في العملية السياسية العراقية ولقاءه بعض الشخصيات السياسية في محاولة منه للضغط عليهم لصالح بعض الجهات.

وقال السنيد في تصريح متلفز إن "مبعوث ترامب بريت ماكغورك تدخل بشكل كبير في العملية السياسية العراقية، الأمر الذي يعد تجاوزاً لصلاحياته الممنوحة له داخل العراق".

"تحالف الفتح" يكشف عن تقارب كبير لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي

من جانبه استقبل القيادي في ائتلاف الوطنية رئيس جبهة الحوار الوطني، صالح المطلك في مكتبه، يوم أمس، بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبحث معه المشهد السياسي العراقي مضافاً للإقليمي والدولي وسير العملية السياسية في البلاد.

وذكر بيان لمكتبه، أن المطلك أشار خلال اللقاء إلى أن "العراق عانى كثيرا وعلى مدى سنوات من مشكلات التحزب والطائفية والفساد وثغرات الدستور، وقد آن الأوان لتدارك أخطاء الماضي ووضع حلول ناجعة للعقد التي أصابت المؤسسات الخدمية والأمنية والاقتصادية".

وطالب المطلك "المجتمع الدولي وأصدقاء العراق إلى المساعدة والمشورة لتوفير أجواء صحية لعملية سياسية ترتكز على أسس وطنية واقعية تتعامل بعدالة مع جميع مكونات الشعب العراقي وتخلص في أداء واجبها تجاه المواطن العراقي الذي عانى طويلاً وحان وقت إنصافه".

من جانبه عبر المبعوث ماكغورك عن أمله بأن تتوصل الأطراف السياسية إلى رؤية موحدة تضمن للشعب العراقي الخير والتقدم،" مؤكداً في الوقت عينه موقف بلاده الداعم للعراق".

كما التقى ماكغورك بعدد من الشخصيات السياسية الكردية والسنية وبحث معهم مساعي تشكيل الكتلة النيابية الأكبر، والحكومة الجديدة.

وكشفت مصادر مطلعة في حديث لـوسائل إعلام عراقية، عن معلومات "غير معلنة" بخصوص ما دار بين رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني، والمبعوث الأمريكي، بالقول، إن "الحوار خلال اللقاء بين الطرفين تحول الى مشادة كلامية وتهديد شديد اللهجة".

مبعوث ترامب يؤكد للعبادي دعم أمريكا للعراق في حربه ضد الإرهاب

وتشهد العملية السياسية سباقاً بين محورين الأول يقوده قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني والثاني بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي إلى العراق، لاستعجال إعلان الكتلة الأكبر وباتجاه يرجح كفة محور على آخر.

وعن سباق اللاعبين الأمريكي والإيراني نحو تشكيل الحكومة العراقية، يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور باسم الكناني:

"نحن نعرف أن التحركات الأمريكية ليست وليدة اليوم، فمنذ أكثر من شهر عندما تصاعدت الاحتجاجات المطالبة بالخدمات في جنوب العراق وحدوث تصادم بين المحتجين والقوات الأمنية، تحركت الولايات المتحدة حينها وطرحت بعض الرؤى للعملية السياسية، وكانت إحدى تلك الرؤى تتلخص بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، فمهمة المبعوث الأمريكي هي الدفع بهذا الموضوع نحو الواجهة، وهناك من يعارض هذا التوجه وآخر يرفضه، ذلك أن المشهد السياسي في العراق متصدع ولا يوجد تقارب في وجهات النظر بين الكتل السياسية، حتى داخل الكتلة الواحدة هناك توجهات مختلفة، ومشروع حكومة الإنقاذ الوطني يعد مشروعا بديلاً عن الانتخابات التي صادقت على نتائجها المحكمة الاتحادية، غرضه الضغط على الكتل السياسية من أجل أن تبدي مرونة نحو المشروع الأمريكي، حيث هناك محوران يتصارعان على الساحة السياسية العراقية، أحدهما قريب إلى الولايات المتحدة والثاني قريب إلى إيران، كما يوجد محوران آخران أقل تأثيرا وهما المحور التركي القطري و المحور السعودي الإماراتي، وجميعها تهدف إلى إنتاج وضع سياسي مستقر يخدم المصالح الإقليمية والعالمية، فالعراق جزء من قلب العالم، والسيطرة عليه تعتبر سيطرة على العالم."

وتابع الكناني، " هناك محور قريب من الولايات المتحدة شكلا كتلة النواة وحاول جذب باقي الكتل السياسية، أما المحور القريب من إيران فحاول إعطاء إشارات أنه هو من سوف يشكل الكتلة الأكبر، وهذه العملية التي تقودها الكتل الشيعية الفائزة في الانتخابات التي انقسمت إلى خمس كتل شجعت كل من إيران والولايات المتحدة في التدخل بعملية تشكيل الحكومة، ما جعل الجمهور العراقي ينظر بسوداوية إلى العملية السياسية، وأنا أعتقد سوف تتجه الكتل السياسية في القريب العاجل إلى إعادة هيكلة العملية السياسية باتجاه تشكيل محور شيعي وآخر سني والعودة إلى المربع الأول القائم على أساس المحاصصة، فلا أحد يرغب في الذهاب باتجاه المعارضة."

وأضاف الكناني، "الموقف الكردي لا زال غامضا وينتظر إلى أين سوف تميل الكفة، حيث لديهم بعض المطالب المتمثلة بعودة حصتهم في الموازنة وعودة الأكراد إلى كركوك، والمحور القريب من الولايات المتحدة أعطى الكرد بعض الإشارات لتنفيذ تلك المطالب، لكن المحور القريب من إيران يرفض تلك المطالب التي يعدها مخالفة للدستور، كما لا ننسى دور الجنرال قاسم سليماني الذي يقف ندا لمبعوث الرئيس الأمريكي، ويضغط باتجاه ما تمليه المصلحة القومية الإيرانية، وهذا كله يجعل العملية السياسية في العراق تعاني الإرباك بشكل كبير جداً، فهناك مظاهرات إذا لم تلبى مطالبها فإنها سوف تغير طريقتها في التظاهرات، وهو موضوع خطير".

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة