القاهرة — سبوتنيك. وقال الفياض، عقب لقائه قيادات "الحشد الشعبي" بحضور نائبه أبو مهدي المهندس، اليوم السبت، "لم نأت إلى هذا الموقع من أجل المناصب، فكل المناصب التي حصلت عليها دون درجة وزير ولا قيمة لها في المعنى الاجتماعي"، متابعا " الحمد لله سعيت أن أؤدي ما علي حسب معتقداتي وفهمي، فهمي الديني الذي يعطي الحقوق للجميع".
وأضاف الفياض "أعتقد أن الحشد الشعبي بدأ يتسامى في تصرفاته، وأصبح شوكة في عيون الأعداء تغيظهم، وتجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام فيها إهانة أو استهانة بكرامة وحرمات هذا الشعب"، مشددا "سنعمل ما حيينا لخدمة هذا الشعب وفق المنظور الأخلاقي".
كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أصدر، الخميس الماضي، قرارا بإعفاء الفياض من مناصبه الحكومية، موضحا في بيان أن القرار جاء "بالنظر لانخراط السيد فالح فيصل فهد الفياض بمزاولة العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية وهذا ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة التي يتولاها".
واستكمل الفياض حديثه "إن شاء الله تكون الأيام القادمة لهذه المؤسسة غير ما سلف، وإن شاء الله نعمل سوية لنكرس هذا الوجود بطريقة تليق بما قدمته لخدمة هذا البلد"، متابعا "الشعب يلتفت إليكم عندما تكون هنا ضائقة أو سبب للقلق والخوف".
وقال الفياض "نحن في أيام الاستقرار، ستنفرج كل الظروف السلبية، ونحن أمام عملية سياسية، وعملية تحول ديمقراطي"، موضحا "نشهد في الأيام المقبلة تشكيل حكومة جديدة، وأسأل الله أن تكون هذه الحكومة وفية لمن ضحى وقدم من أجل البلد والشعب".
فيما قال المهندس:" كان مؤسفا بالنسبة للحشد أن يتخذ قرار (إقالة الفياض) بهذه العجلة وهذه الطريقة، خاصة بالنسبة لجهاز مهم مثل الحشد الشعبي، دون علم أو اهتمام برأي الحشد"، مؤكدا "سنبقى كمسؤولين فوق التدخل في العمل السياسي لنحافظ على الحشد مؤسسة وطنية".
وأضاف المهندس "لن نقبل بالزج بالحشد الشعبي وتسييسه"، متابعا "كان هناك حالة من الضغط على الحشد منذ 2015، وتقليل موازنته، إلى حد قطع رواتب المقاتلين، وتعرضنا لتهم كبيرة بالفساد من قبل أعلى الجهات التنفيذية في البلد".
وأحدث إعفاء الفياض من منصبه جدلا سياسيا واسعا في العراق، فيما أصدرت قيادات من ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء بيانا، أمس الجمعة، قالت فيه إنها تسحب ترشيحها للعبادي لرئاسة الحكومة المقبلة، وترشح الفياض بدلا عنه.
ونفى ائتلاف النصر سحب ترشيح العبادي لرئاسة الحكومة المقبلة، مشددا على أن البيانات التي لا تصدر عن مكتبه الإعلامي لا تمثله.
وكانت وسائل إعلام محلية تداولت أنباء عن انسحاب قيادات من ائتلاف النصر من بينهم الفياض بسبب خلافات داخلية، مما أحدث انقساما كبيرا في الائتلاف.