سياسي سوري: معركة إدلب صعبة والأوطان لا تتحرر بـ"المحايلة"

قال الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية الدكتور سعد القصير، اليوم الاثنين، إن حديث وزير الخارجية الفرنسي بشأن كسب الرئيس السوري بشار الأسد للحرب ضد الإرهاب، يجب وضعه في الاعتبار.
Sputnik

وأضاف القصير، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الاثنين 3 سبتمبر/ أيلول 2018، أن هناك تلميحات بين السطور، في حديث وزير الخارجية الفرنسي، حيث أنه من الوارد أن هناك رغبة من جانب فرنسا أن تكون ضمن الوسطاء الدوليين في عملية السلام التي تحدث عنها لودريان.

نتنياهو يبحث مع وفد أمريكي الوضع في سوريا وتمركز القوات الإيرانية
وأوضح السياسي السوري أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تبدلا في مواقف بعض الدول الغربية، وبخاصة تلك التي ساندت الولايات المتحدة الأمريكية في تحركاتها وضرباتها العسكرية داخل سوريا، حيث ستعمل هذه الدول على التنسيق رسميا مع سوريا بشأن مفاوضات الحل السياسي للأزمة السورية.

ولفت الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية إلى ضرورة أن تكون الأولوية في رعاية أي مفاوضات تتعلق بحل الأزمة السورية بشكل سلمي، للأصدقاء الروس، الذين قدموا أكثر مما كان متوقعا منهم، للقضاء على الإرهاب واستعادة كيان الدولة السورية.

وعن إبداء وزير الخارجية الفرنسي تخوفه من إمكانية استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية في معركة إدلب، قال إن تصريحات لودريان هنا تتناقض مع بعضها بعضا، فهو يتحدث عن تخوفه من استخدام الكيميائي، وفي الوقت نفسه يتحدث عن أكثر من 10 آلاف إرهابي في إدلب، وعلى كل حال فإن هذا التحذير يمكن اعتباره إرضاء للأمريكان ليس أكثر.

وأكد السياسي السوري على أن "الفرصة ما زالت سانحة أمام روسيا وحلفائها، ليستقطبوا بعض الدول إلى جانب الأزمة السورية، خاصة مع وجود أدلة ملموسة على دعم أمريكا للإرهابيين، وأيضا وجود أدلة ملموسة على النوايا الأمريكية تجاه بشأن الانسحاب من سوريا بعدما فشل المخطط الأمريكي لتقسيمها، وإحلال الأكراد محل الدولة".

وشدد القصير على أن معركة إدلب لن تكون معركة سهلة، والإرهابيون سوف يردون بكل عنف على الدولة إذا لم تكن قوة الجيش قاهرة ولا يمكن الوقوف أمامها، وبالتالي فإن التلويح بالمخاوف بشأن معركة إدلب هو تلويح الغرض منه خلق أزمة فقط، لأن الإرهاب لا يمكن التعامل معه بنعومة، والأوطان لا تتحرر بالمحايلة والمداهنة.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، بأن الرئيس السوري بشار الأسد قد فاز بالحرب ولكنه لم يفز بالسلام دون حل سياسي يدعمه وسطاء دوليون، حسب قوله في تصريحات لـ"راديو فرنسا"، قال فيها إنه علينا الاعتراف بأن الأسد قد فاز بالحرب لكنه لم يفز بالسلام، كما وصف الوزير الفرنسي الوضع في إدلب بـ"المزعج."

وتخوف الوزير من استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية هناك للقضاء على الإرهابيين، مضيفا أنه، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، يوجد في إدلب حوالي 10 آلاف إرهابي، في منطقة يسكنها حوالي 3 ملايين شخص منهم حوالي 700 ألف لاجئ.

وقال إن هذه المعركة ستختلف عن باقي المعارك وسيكون هناك عدد كبير من الضحايا، وأضاف بأن فرنسا تعمل مع مجموعة "أستانا" لتجنب هذا الوضع، لأننا بحاجة للحل السياسي.

مناقشة