وقال مراسل وكالة "سبوتنيك" في البادية الشرقية للسويداء: تنفذ وحدات الجيش السوري العاملة على محور تلول الصفا منذ صباح أمس عملية اقتحام نوعية في الجرف الصخري تقدمت من خلالها أكثر من كيلومترين إثنين، وهي مسافة تعادل عشرات الكيلومترات في الأرض المفتوحة، نظرا لطبيعة التضاريس الصخرية المعقدة، التي تشكل عائقا بالغ الصعوبة أمام تقدم القوات، وتحصينات طبيعية لمقاتلي التنظيم وقناصيه.
وتتوسط منطقة تلول الصفا تلتان حاكمتان هما عبارة عن فوهتي بركان خامد شكل في المنطقة صبة بازلتية عملاقة ذات تضاريس تكثر فيها المغاور والكهوف والجروف الصخرية المعقدة تتصل مع تلال براكين أخرى في المنطقة، ما يشكل عوائق بالغة الصعوبة أمام تقدم القوات التي تمكنت خلال الأيام الأخيرة من تحرير الجزء الأكبر من هذه المنطقة.
وأضاف مراسل "سبوتنيك": أسفرت هذه العملية عن مقتل عشرات الإرهابيين الذين ترك التنظيم جثثهم "وهي حالة نادرة، حيث أصر التنظيم الإرهابي فيما مضى على سحب جثث مقاتليه مهما بلغ حجم الخطورة، وعمل على حرقها مرارا بهدف طمس هويات أصحابها"، مشيرا إلى أن حالة من الانهيار لحقت بصفوف مقاتلي "داعش" الذين فروا إلى عمق التلول المحاصرة، تاركين أسلحتهم وعتادهم وذخائرهم، وخطوط دفاعهم الأولى أمام تقدم القوات السورية.
ولفت مراسل "سبوتنيك" إلى استمرار سلاح المدفعية في الجيش السوري في توجيه ضربات مركزة ودقيقة على مواقع "داعش" في التلول ما شكل الغطاء الناري اللازم لتقدم قوات الاقتحام، على حين وجه سلاح الجو السوري ضربات مركزة طالت تجمعات كبيرة لمقاتلي التنظيم التكفيري وأوقعت بينهم عشرات القتلى.
وقال المراسل: إن القوات السورية تطوق منطقة تلول الصفا من الجهات كلها، والتقدم نحو عمق التلول يتم من جميع المحاور، حيث تتقدم قوات من الفرقة العاشرة في الجيش السوري على المحور الغربي، وتتقدم قوات تابعة للفرقة 14 على المحور الشمالي الشرقي، وتعمل قوات من الفرقة 15 من الجهة الجنوبية حيث تضرب حصارا محكما يمنع فرار مقاتلي "داعش"، على حين تتقدم وحدات من الفرقة الأولى من الجهة الشرقية لتلول الصفا من جهة بادية ريف دمشق، موضحا أن مساحة 70 كيلومترا مربعا لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش" في عمق التلول، وأن مسافة 7 كيلومترات لا تزال تفصل القوات المتقدمة عن التلتين الرئيستين في تلول الصفا اللتين يعني وصول القوات السورية إليهما إعلان المنطقة محررة بالكامل.
يشار إلى أن مدينة إدلب تشهد من فترة أسابيع عمليات فرار كبيرة لقيادات في التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، تاركين وراء ظهورهم الفصائل لتواجه مصيرها أمام العملية المرتقبة للجيش السوري وحلفائه.