وقالت المصادر "وهي مقربة من قيادات جماعات مسلحة تنشط في إدلب": إن جماعة الخوذ البيضاء حددت ثلاثة مواقع جديدة لتنفيذ الهجوم الكيماوي وذلك بعد تسرب المعلومات عن المواقع المحددة سابقا، والمواقع الجديدة التي سيتم اختيار أحدها قبل ساعات قليلة من تنفيذ الهجوم هي بلدات الناجية بريف جسر الشغور والحواش بريف حماة الشمالي الغربي وبلدة كفرنبل بريف إدلب، مؤكدة أنه تم نقل شحنات من غاز السارين وغاز الكلور إلى هذه المناطق الثلاث، كما تم نقل عشرات الأطفال من مشفى جسر الشغور إلى مكان مجهول، ممن تم اختطافهم مؤخرا من أحد المخيمات قرب مدينة سلقين والذين تراوح أعمارهم بين السنتين والعشر سنوات.
ورجحت المصادر أن يقوم تنظيم "الخوذ البيضاء" بالاشتراك مع المجموعات المسلحة بتنفيذ مجزرة حقيقية هذه المرة لتلافي أي عيوب أو نقاط خلل كالتي ظهرت في مسرحية "كيماوي دوما" السابقة، والتي استطاعت روسيا الاتحادية كشفها وعرض حقائقها أمام المجتمع الدولي.
واستندت المصادر في توقعاتها هذه إلى طبيعة التحضيرات والغازات السامة التي تم نقل شحنات منها بالفعل إلى البلدات المرشحة لتنفيذ المجزرة.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء القمة الثلاثية بشأن سوريا، اليوم الجمعة 7 سبتمبر/ أيلول: "إن الإرهابيين يحضرون لاستفزازات في سوريا، بما في ذلك باستخدام الأسلحة الكيميائية".
وطالب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمس الخميس، الولايات المتحدة الأمريكية، الكشف عن قائمة الأهداف التي تستعد لاستهدافها في سوريا من قبل "الترويك" (الثلاثية- أمريكا بريطانيا فرنسا).
وأضاف المندوب: "إذا كانت برأيكم الأهداف مرتبطة بتخزين أو استخدام الأسلحة الكيميائية، يمكن العودة إلى عنوان ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتقديم هذه المعلومات إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء عمليات تفتيش على الأسلحة الكيميائية".
وأكد المندوب أن أعضاء من منظمة "الخوذ البيضاء" ظهروا في منطقة إدلب، في نفس المنطقة التي تم اختطاف عشرات الأطفال منها، لافتا الانتباه إلى حقيقة أنه "في الوقت نفسه، لوحظ وجود عسكري لدول غربية رئيسية بالقرب من سوريا، سلطاتها تصدر بيانات عنيفة".
وكانت مصادر مطلعة في ريف إدلب أكدت لوكالة "سبوتنيك" أن منظمة "الخوذ البيضاء" انتهت منذ أيام من تدريب ما يقارب 60 شخصا بينهم أكثر من 18 امرأة على أدوارهم في فبركة هجوم كيميائي سينفذه مسلحو "هيئة تحرير الشام" بالاشتراك مع مسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" في منطقتي سهل الغاب وجسر الشغور، وأن المسلحين لا يزالون يحتجزون عشرات الأطفال، الذين تم اختطافهم مؤخرا من أحد المخيمات في مدينة سلقين بريف إدلب، لافتة إلى أن مسلحي هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني قاموا بالتعاون مع (الخوذ البيضاء) بنقل شحنة من (غاز الكلور) باتجاه منطقة سهل الغاب مع الإبقاء على شحنة أخرى بأحد مقرات مسلحي (التركستاتي) في جسر الشغور.
وأكدت المصادر أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" قاموا بنقل معدات تصوير متطورة وأجهزة بث فضائي، وصلت عبر الحدود إلى سرمدا عن طريق وسيط تركي، وتم تسليمها إلى جماعة الخوذ البيضاء.
وأضاف البيت الأبيض في البيان، أنه يراقب عن كثب التطورات في محافظة إدلب، حيث من المتوقع أن تبدأ الحكومة السورية عملية عسكرية لتحريرها.
بدوره، أكد قائد القوات المسلحة الفرنسية، فرانسوا لوكوانتر، أمس الخميس، أن "الجيش الفرنسي سيكون مستعدا لتوجيه ضربة مجددا في سوريا في حال تم استخدام السلاح الكيميائي خلال الهجوم على إدلب".
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، قد نفذت فجر 14 نيسان/ أبريل، الماضي عدوانا ثلاثيا بالصواريخ على سوريا ردا على هجوم كيميائي مزعوم في الغوطة الشرقية، الذي نفت السلطات السورية مسؤوليتها عنه بشكل قاطع.
وذكرت السلطات السورية مرارا أن جميع المخزونات من المواد الكيميائية قد تم إخراجها من سوريا تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكانت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، قد اتهمت دمشق في استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في مدينة دوما السورية، ونفت السلطات السورية ضلوعها بذلك، فيما اعتبرت موسكو ذلك ذريعة مختلقة لتوجيه ضربات صاروخية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ضد سوريا، لمصلحة الفصائل المتشددة، التي تعرضت لانهيارات وهزائم في الغوطة الشرقية.
وأعلن رئيس مركز المصالحة الروسي، أليكسي سيغانكوف، نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، أن أفرادا من "الخوذ البيضاء" نقلوا حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب السورية يديره مسلحو "أحرار الشام".
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشنكوف، أنه وفقا لمعلومات أكدتها بوقت واحد عدة مصادر مستقلة، أشارت إلى أن الجماعات الإرهابية "هيئة تحرير الشام" و"جبهة النصرة" تعدان لعمل استفزازي آخر، لاتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب السورية.
وأشار كوناشينكوف إلى أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة يخطط لاستخدام هذا الاستفزاز كذريعة لضرب أهداف حكومية في سوريا.