وقام الرجل، منذ اللحظة الأولي، بجولات ولقاءات بجميع الأطراف، وجمع معلومات وتوصل لقناعات بني على أساسها الخطوات الأولى للحل.
أما بالنسبة لوفد أنصار الله "الحوثيين" المكون من 12 فرد، ونظرا لمقدمات غير مطمئنة طلب تأمين رحلته عبر إحدى الدول غير المشاركة في الحرب مثل سلطنة عمان أو الصين أو روسيا ولم يمانع حتى في أن تؤمن الكويت تلك الرحلة، لكن تم ترجمة تلك المطالب بأنها شروط وتعنت، وأعلن وفد حكومة عدن أن "الحوثيين" لا يريدون السلام بعد أن قرر وفد صنعاء عدم السفر لعدم توفر شروط الأمان للوفد ودعوا إلى مشاورات في صنعاء.
في السطور التالية نستعرض بعض الآراء للوقوف على المكاسب أو الخسائر، التي قد تعود على "أنصار الله" نتيجة قرار عدم المشاركة.
قال رائد الجحافي، الحقوقي الجنوبي وعضو منظمة العفو الدولية لـ"سبوتنيك"، إن عدم مشاركة أنصار الله في مشاورات جنيف تمثل مكسب لهم وهم المستفيدين لأنهم أثبتوا أنهم أقوياء على الأرض هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر فإن الطرف الآخر المحاور، الذي ذهب إلى جنيف ليس له أي ثقل في الداخل سواء من يمثلون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي أم من يمثلون الحراك، التي دعتهم حكومة بن دغر.
وتابع: "قرار الحوثي كان يمثابة رسالة لأنصاره بالداخل ورسالة للخارج بأن الأمم المتحده لم تستطع أن تؤمن لهم الطريق للذهاب للحوار، وفي حقيقة الأمر الحوثيين يريدون الجلوس مع أطراف فاعلة بيدها القرار.
ومن جانبه قال ياسر اليماني، القيادي بحزب المؤتمر اليمني لـ"سبوتنيك"، إن حزب الإصلاح اليمني غير جاد فيما ذهب إليه من أهداف في اليمن، ومشكلة اليمن في الحرب، التي دامت 4 سنوات ليست في الحكومة ولا في "الحوثيين"، لكن المشكلة أنه ليس هناك نية حقيقية لدى التحالف لتحرير اليمن، والموقف الأخير من عدم مشاركة "الحوثيين" في مشاورات جنيف يخدمهم في المقام الأول ولا يخدم حكومة هادي ولا التحالف، وهم اعتمدوا على أنه ليس هناك أسس لهذا الحوار ولم تكن هناك خطة واضحة ومعلنة، ولن يجدي أي حوار قادم إن لم يكن لمصر دور ريادي في المنطقة وفي اليمن بشكل خاص وليس المنظمة الدولية التي ساعدت "الحوثيين" في الاستيلاء على اليمن.
وحول رؤية الجنوبيين لانسحاب "الحوثيين" وعد ذهابهم لمشاورات جنيف وهل كسبوا أم خسروا من هذا القرار قال عبد العزيز قاسم، القيادي بالحراك الجنوبي لـ"سبوتنيك": "بكل تأكيد نجح الحوثيين في تلك الخطوة باعتبار انهم مسيطرين على الأرض وهو الأمر الذي أتاح لهم فرض شروطهم وطلب ضمانات لحمايتهم وسلامة عودتهم، وتلك الشروط لا تأتي من فراغ وإنما تأتي من وضع قوة".
وأضاف: "المشاورات التي دعا إليها المبعوث الأممي ووافق عليها مجلس الأمن الدولي كانت مهمة جدا لمعرفة أن فريق التشاور التابع للمحتل لا يملك أي صلاحية، وإلا لأمرت دول العدوان — التي تدعي أنها تقتل اليمنيين لدعمهم — بالسماح للوفد الوطني، وأثبتت للعالم صلاحيات فريقها واستقلال قراره لنثق أن الحل بيده".
أما عبد الملك الحوثي زعيم "أنصار الله" فقال في كلمة له يوم السبت الماضي 8 سبتمبر /أيلول الماضي، تعقيبا على عدم سفر وفد الحركة إلى جنيف للمشاورات: "إن فشل انعقاد جولة المشاورات، التي كان من المزمع انعقادها في جنيف، هو عرقلة تحالف العدوان خروج وسفر الوفد الوطني من صنعاء باتجاه جنيف، وكنا طوال الفترة الماضية لا نمانع أبدا من الحوار ولا من السعي للوصول إلى حل سلمي لوقف هذا العدوان، وأساسا موقفنا منذ بداية العدوان وإلى اليوم هو الدفاع، الدفاع عن النفس، الدفاع عن الأرض والعرض، الدفاع عن أنفسنا وكرامتنا وحريتنا واستقلالنا كشعب".
وتابع: "لذلك عندما نأتي لدراسة ما حصل مؤخرا وما شاب هذه العملية تحضير لمشاورات في جنيف نجد أن اتجاه تحالف العدوان لإفشال هذه المشاورات كان بنية متعمدة وإرادة مسبقة وتوجه فعلي لإفشال هذه المشاورات لأنها غير جادة ولا راغبة في الوصول إلى حل سلمي منصف وعادل، لها أهداف واضحة تحدثنا عنها والواقع يشهد بما قلناه وهذه الأهداف التي هي السيطرة المباشرة على هذا البلد جغرافيا اقتصاديا سياسيا".