وتمكن خلال حرب 73 أو كما تقولها إسرائيل "حرب يوم كيبور"، الجيش المصري من عبور خط بارليف وتحقيق انتصارات أسفرت عن استعادته شبه جزيرة سيناء المحتلة حينها، فيما هاجم الجيش السوري القوات الإسرائيلية في محاولة لاستعاد هضبة الجولان.
وأوضحت الوثائق أن مروان، الذي كان في زيارة إلى لندن، طلب لقاء تسيبي زامير، رئيس الموساد حينها، وأبلغه يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول بتفاصيل هجوم الجيشين المصري والسوري وأنهما سيشنان حربا ضد القوات الإسرائيلية قبل مساء 6 أكتوبر.
وحذر أشرف مروان، وفقا لتلك الوثائق الموساد الإسرائيلي من أن تلك الحرب ستنطلق من جبهتي السويس والجولان.
قرار مدمر
وقالت "هآرتس" إن غولدا مائير اجتمعت مع الحكومة المصغرة، وقدمت مقترحا، وصفته بأنه كان يمكن أن يكون "مدمرا" على جبهتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق أظهرت أن غولدا مائير قدمت مقترحا، بتسريب المعلومات، التي حصلت عليها من أشرف مروان إلى وسائل الإعلام الأجنبية، قبل ساعات فقط من الهجوم.
لكن تم التراجع عن تلك الفكرة، لأنها وصفت بأنها قد تكون مدمرة، وتكشف عميل "مهما" داخل الكوادر المصرية الداخلية، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
لكن عادت "هآرتس" وقالت إن تسريب تلك المعلومات، كان يمكن أن يكون مدمرا لحرب أكتوبر 1973، نفسها، لأنه كان يمكن أن يدفع الجيشين المصري والسوري، إلى تأجيل الحرب، بعد تسريب المعلومات المتعلقة بها وإفساد عامل المفاجأة وسيمنح الجيش الإسرائيلي قدرات إعدادية أكبر لأي عملية مقبلة.
يذكر أن الصحافة الإسرائيلية كشفت في عام 2002 أن مروان كان عميلا للموساد، ومات في 27 يونيو/حزيران عام 2007 بعد أن سقط من شرفة شقته في لندن، إلا أن السلطات البريطانية استبعدت أي شبهة جنائية في موته، بسبب تدهور حالته الصحية والعثور على آثار أدوية مضادة للاكتئاب في دمه.
من جانبها، رفضت مصر التقارير المتداولة عن أن أشرف مروان كان عميلا لدى إسرائيل، واكتفت بالقول في بيانات رسمية إنه كان شخصية "وطنية"، وأسدى خدمات جليلة لمصر ولأمنها، وأقيمت له جنازة رسمية في القاهرة وقت وفاته عام 2007.