وقال القشاط، في تصريحات لصحيفة "الأهرام العربي" المصرية، إن "القذافي كان يعمل حينها على إعادة بن علي للحكم لكن الوقت لم يسعفه، وما حدث أن بن على اتصل بي ولم أرد عليه حتى أعرض الأمر على العقيد القذافي، وبعد الموافقة ذهبت إليه فى مقر إقامته بقصر الحمراء في جدة".
وأضاف: "بدأ بن علي (خلال المقابلة) يعدد إنجازاته طوال فترة رئاسته، وأنه من الناحية القانونية هو الرئيس الشرعي لتونس، وقال: "من حقي – ما دمت لم أقدم استقالتي – أن أتغيب دون تحديد الزمن". وكان يتكلم بشكل متلاحق لا يترك لي فرصة التعليق وينتقل من موضوع إلى آخر، وأكد أنه خدم تونس 50 سنة وليست له حسابات في بنوك خارج تونس، وأنه خرج من تونس لا يملك إلا ملابسه التي يرتديها وأمسك بطرفي جاكيته، دلالة على أنه لم يحمل أي شيء معه، وقال إن زوجته تبكي ولا تأكل شيئا والأسرة أصبحت مشردة".
وتابع القشاط: "أبلغت بن علي وصية العقيد القذافي، وهي: "نحن سنناقش ما حدث في تونس بالمؤتمر الإفريقي وسنجمد عضويتها، ويستحسن أن تخرج إلى أوروبا حتى يسهل الاتصال بكم. كما أبلغت العقيد بكل ما دار تنفيذا لرغبة بن علي. وفي اللقاء الثاني كان بن علي مستاء لجحود الشعب التونسي. وبعد نهاية الحديث قدمت له مبلغ 250 ألف دولار أمر بها العقيد القذافي، وشكرني وطلب إبلاغ العقيد شكره وامتنانه وتأبط الظرف الذي يحوي المبلغ وافترقنا. وفيما بعد أنكر أنه أخذ مني أية نقود!".
ويواجه الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، المقيم حاليا في السعودية، أحكاما عدة بالسجن بلغت حتى الآن 4 أحكام بالسجن المؤبد، فضلا عن 197 سنة سجنا، تضاف لها غرامة مالية بقيمة 213 مليون دينار تونسي (85 مليون دولار).
والتقى الرئيس التونسي الأسبق، في مقر إقامته في مدينة جدة السعودية، القيادي السابق في حركة النهضة صابر الحمروني، وخرج بتصريحات للمرة الأولى منذ إطاحته من الحكم إثر ثورة شعبية في عام 2011. وقال الحمروني، إن بن علي يعاني "أوضاعا مادية صعبة"، رغم أن منظمة "الشفافية العالمية" قدرت ثروة أسرته بـ13 مليار دولار منها 5 مليارات للرئيس التونسي الأسبق وحده.