"النهضة": من أجل تونس سنستمر في التوافق مع السبسي ونصر على بقاء الشاهد

ردا على حديث الرئيس التونسي المفاجئ حول انتهاء التوافق المستمر منذ 2013 بين حركة "نداء تونس"، وبين حركة "النهضة"، حدد الناطق الرسمي باسم "النهضة"، عماد الخميري، في حواره مع وكالة "سبوتنيك"، موقف الحركة من تصريحات السبسي الأخيرة.
Sputnik

وكشف الخميري عن أسباب إصرار "النهضة" على دعم بقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد في منصبه، على عكس رغبة رئيس الجمهورية ونجله، وموقف نواب الحركة في البرلمان من التصويت على سحب الثقة من الحكومة، فإلى نص الحوار:

كتلة الائتلاف الوطني: سندعم يوسف الشاهد ونحافظ على التوازن في تونس
أعلن الرئيس التونسي في حوار تلفزيوني أن علاقته بالنهضة انتهت بفضل تصرفات الحركة كيف رددتم على هذا التصريح؟

حركة النهضة أكدت مرارا وتكرارا التزامها بسياسة التوافق التي أعلنتها منذ إعلان باريس 2013  الذي جمع بين الرئيس الباجي السبسي وبين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، لأن التوافق هي سياستنا العليا، والنهضة بذلت جهدا كبيرا خلال السنوات الماضية من أجل إنجاح هذه السياسة، لأنه في انجاحها انجاح للانتقال الديمقراطي وإدارة مشكلات الانتقال الديمقراطي، حرصنا كل الحرص على استمرار التوافق والشراكة التي يقتضيها الانتقال الديمقراطي  في تونس، والتي تطلب شراكة بين القوى السياسية في البلاد حتى تتحمل أعباء إدارة الحكم، ومشاكل الانتقال الديمقراطي، كنا طرفا أساسيا وساهمنا بكل جهودنا السياسية ومن خلال المشاركة في الحكم أو في البرلمان لإنجاز الكثير من أجل نهضة بلادنا، وسنظل مؤمنين بهذه السياسة لأننا نعتبرها سياسة، وفقت بموجبها تونس في تجنب الكثير من الخلافات و العقبات، لازلنا نؤمن بأنه في ظل الأزمات السياسية البلاد لا تحتاج إلى قطيعة وإنما إلى حوار.

هل تواصلت النهضة مع الرئيس السبسي بعد إعلانه انتهاء التوافق معها؟

نحن مستمرون في العلاقة مع الرئيس الباجي السبسي لأنه رئيس لكل التونسيين، وهو رئيس فوق الأحزاب وفوق الصراعات السياسية، ولكن نعتقد أن التوافق ليس اتفاقا بين طرفين وإنما هو شراكة سياسية كاملة تقتضيها الظروف الحالية في تونس.

السبسي: واثق من حسم الجدل حول المساواة في الميراث بطريقة راقية
لماذا اختلفتم مع حركة "نداء تونس" حول مصير حكومة الشاهد؟

اختلفنا في الموقف من الحكومة لأن حركة النهضة تؤيد الاستقرار الحكومي، لأننا نؤمن بأن تغيير الحكومات لا يؤدي إلى  تغيير الأوضاع، ونحن جربنا أكثر من 7 حكومات منذ قيام ثورة 2011 وحتى الآن، ولكن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية ظلت كما هي، وهذا يدعو إلى البحث عن حلول توافقية لهذه الصعوبات، ولدينا رؤية متكاملة لآلية عمل الحكومة لتحقيق للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

هل سيصوت نواب حركة النهضة لصالح الشاهد في البرلمان؟

نحن مع الاستقرار الحكومي، ولكن لكل حدث حديث، وحتى الآن الأمر غير مطروح على البرلمان، فلن يفعل أي طرف سواء الرئاسة أو  الحكومة أو البرلمان الآليات الدستورية الخاصة بسحب الثقة من الحكومة، فالرئيس الباجي طالب الشاهد بالذهاب إلى البرلمان، ولكنه لم يستخدم صلاحيته لإلزامه بذلك، وفي المقابل يمكن للشاهد أن يذهب من تلقاء نفسه للبرلمان، ولكنه لم يفعل أيضا، وكذلك البرلمان، ومن ثم لحد هذه اللحظة لم يستخدم أي طرف من الأطراف الثلاثة صلاحياته الدستورية لطرح سحب الثقة من الحكومة.

هناك من يرى أنه الشاهد يستقوي بحركة النهضة في مواجهة السبسي ونجله ما رأيك في ذلك؟

النهضة ليست في خدمة أي طرف، نحن في خدمة الأجندة الوطنية، والجماهير التونسية التي انتخبتنا، وأعطنا ثقتها، نبحث عن الاستقرار، ولسنا طرف في الخصومة القائمة بين الشاهد وحركة النداء، ولا في الخصومة الموجودة داخل حركة النداء وإن كان تقديرنا أن هذه الخصومة انعكست سلبا على إدارة البلاد وأوضاع الحكم، ندعم بقاء الشاهد ونسانده لأننا نرى أن التغيير سيؤثر بالسلب على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية داخل تونس.

أجرت الحوار: رنا ممدوح

مناقشة