وغطت المحاضرة العديد من جوانب حياة داوود عبد السيد ورحلته منذ البداية، وتأثره بالسينما الأوروبية والفرنسية خصوصا التي فتحت عيناه على أبعاد سينمائية جديدة بعيدا عن الأنماط السينمائية التجارية الرائجة المتمثلة في السينما الأمريكية، وهو ما دفعه لدراسة وخوض غمار عالم السينما، حيث قال عبد السيد أنه بدأ يفهم الفرق بين الأفلام ذات الطابع الفني والتجاري عندما كانت تجتاحه رغية لمشاهدة فيلم أكثر من مرة دون ملل، بالمقارنة بالأفلام التجارية، بحسب بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه.
لم أعتقد يوما أني كاتب عبقري، ولكني لطالما أدركت أن لا أحد يستطيع أن يعكس الأحاسيس التي بداخلي تجاه موضوع معين أكثر مني. أنا لا أعتقد أن وصف موضوع أو إحساس ما لكاتب محترف سيعكس الصورة الكاملة لدى وضعه على الورق وبنفس درجة الشغف، ولذا فإني أفضل في كثير من الأحيان الكتابة بنفسي.
وأوضح عبد السيد التغيرات التي طرأت على السينما منذ الثمانينيات وحتى اليوم، حيث كان النجوم الكبار يمثلوت ثلاث أو أربع أفلام كل سنة وهو ما كان يتيح لهم أخذ عدد أكبر من المخاطرات في اختياراتهم، على عكس نجوم اليوم الذين يمثلون في فيلم واحد كبير كل عام وهو ما يجعلهم أكثر ترددا في أخذ قرار المشاركة في عمل مختلف.
يذكر أن داوود عبد السيد بدأ مسيرته الفنية كمساعد مخرج لعدد من المخرجين الكبار مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ مباشرة بعد تخرجه في المعهد العالي للسينما، حيث عمل على عدد من الأفلام الهامة مثل فيلم "الأرض" (1970) و"الحرافيش" (1995) وهو ما ساعده ليكون قائد توجه "الواقعية الجديدة" في السينما المصرية.
وتمكن من إخراج عدد من الأفلام الناجحة على المستويين الفني والجماهيري مثل فيلم "أرض الأحلام" (1999) الذي فاز بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بينما تعد أفلامه "الكيت كات" و"رسائل البحر" ضمن أهم الأفلام العربية. كما شغل عبد السيد منصب عضو لجنة مهرجان السينما العليا والمجلس الأعلى للثقافة في مصر.