وقالت الوكالة إنه عندما ارتقى الملك سلمان (79 عاما) عرش المملكة كانت المشروعات التي صدرت تكليفات بها في سنوات الرخاء الاقتصادي، قد أصبحت عبئا ومنها مركز الرياض المالي ومطار جديد في جدة ومدينة اقتصادية على ساحل البحر الأحمر.
وسرعان ما عين الملك سلمان الأمير محمد، الذي كان شخصية غير معروفة من قبل بين أبنائه، وليا لولي العهد، كما تولى الأمير الشاب الإشراف على ملفي الاقتصاد والدفاع، بحسب الوكالة.
قال دبلوماسي غربي سابق إن الأمير محمد كان أثناء سنوات المراهقة يواظب بانتظام على حضور الاجتماعات مع والده الذي كان آنذاك أمير منطقة الرياض، لكنه لم يترك انطباعا يذكر على من حوله.
وقال مستشار غربي إنه كان "فطنا صعب المراس يفهم عقلية المواطن السعودي العادي".
وفي حين كان أمراء آخرون يسافرون إلى الخارج بقي الأمير محمد في السعودية، وحصل على شهادة جامعية في القانون واستثمر أموالا في سوق الأوراق المالية بالرياض.
وقال الدبلوماسي الغربي السابق إنه عندما أصبح سلمان ملكا، كان الأمير الشاب يحضر اجتماعات مع مسؤولين أجانب ويتواصل سرا مع والده من خلال جهاز "آيباد".
وكانت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية سلطت الضوء على رحلة محمد بن سلمان للوصول إلى مكانة جعلته القائد الفعلي للمملكة.
وفي تقريرها الذي جاء بعنوان "ولي العهد الشاب الذي يقود السعودية"، رصدت مراحل صعود ابن سلمان، ليصبح القائد الفعلي.
ووصف التقرير ولي العهد السعودي بأنه أقوى شاب في الشرق الأوسط.
ويقول التقرير إن ولي العهد، لم ينتظر دوره لتولي مقاليد الحكم في السعودية، لإحداث تغييرات جذرية في بلاده.
يقول غلين غاري، رئيس مكتب بلومبرغ في المملكة العربية السعودية:
لقد كان إلى جانب والده منذ طفولته، لذلك فهو يفهم كيف تسير الأمور في العائلة المالكة، من كتاب العائلة الداخلي.
ففي 2015 تولى والده الحكم في السعودية، ومنح نجله المفضل، سلطات غير مسبوقة، في الحكومة. وبعدها أصبح ولي العهد يعرف بلقب "السيد كل شيء".
يقول كراي: "هذا الرجل يعرف نفسه بأنه قائد الدولة على الرغم من أن والده لا يزال في سدة الحكم".
ولقد نأى ولي العهد، البالغ من العمر 32 عام، بنفسه عن الإسلام المتشدد من خلال عدد من الإصلاحات التي جاء على رأسها إصلاحات تتعلق بالمرأة. كما بدأ في تغيير سياسة بلاده في الاعتماد على النفط، بحسب بلومبيرغ.
وتطرق التقرير أيضا إلى الإصلاحات التي بدأ بها ولي العهد، بداية من الإصلاحات الاقتصادية، مرورا بفرض ضرائب جديدة، فضلا عن حملته ضد الأمراء ورجال الأعمال السعوديين.