خبير: إسرائيل تستجدي "دعما جديدا" من أمريكا لمواجهة "إس 300"

قال الأكاديمي والباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمد علي، إن حديث الإسرائيليين عن تحويل روسيا الساحة السورية إلى ملعب كبير، بعد إمداد السوريين بمنظومة الدفاع "إس 300"، ليس سوى استجداء للولايات المتحدة، لإمدادها بأسلحة أكثر تطورا.
Sputnik

وأوضح الدكتور محمد علي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول، أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن بلاده تحتفظ لنفسها بحق حماية نفسها، وأنها تعتمد في ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك فالمؤكد أن الهدف من هذه التصريحات هو مطالبة أمريكا بمزيد من الدعم.

"الملعب أصبح كبيرا"... مسؤول إسرائيلي: نبحث عن سبل لمواجهة خطر "إس-300"
وأضاف علي أن "إسرائيل تدرك تماما أنها وقعت بين شقي الرحى، وسقطت بين رغبتها في استكمال مخططها للدعم العاجل للتنظيمات الإرهابية من خلال عمليات عسكرية جوية، تصيب أهدافا سورية، وبين امتلاك الجيش العربي السوري لأنظمة دفاع جوي متطورة للغاية مثل "إس 300"، التي ستجعل من استكمال المهمة الإسرائيلية أمرا مستحيلا".

ولفت الباحث في الشأن الإسرائيلي إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل، تبحثان منذ أيام عدة، إمكانية التصدي لمثل هذا الإجراء الروسي، حيث كان أبرز مرافقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال اجتماعات الأمم المتحدة، هو رئيس جهاز الموساد، الذي التقى بمدير المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي إيه"، لبحث مشكلة تسليم المضادات الجوية الروسية للجيش السوري.

وتابع: "وقتها، امتنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الإدلاء بأي تصريحات تتعلق بالمسألة، على الرغم من أن الصحفيين سألوهم عن الأزمة بشكل مباشر، واكتفى نتنياهو بإجابة قصيرة، وهي "ننتظر لنرى الأمور بشكل أكثر دقة وتفصيلا"، والحقيقة أنه كان ينتظر رأي الخبراء الاستخباراتيين في الرد المناسب على روسيا".

وأردف علي: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون لديها الرغبة للتصعيد ضد روسيا وسوريا داخل المنطقة في الوقت الحالي، في ظل الأزمات المتزايدة التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يمر وقت طويل بعد على خطوته الأكثر إثارة للغضب، وهي نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى مدينة القدس، والاعتراف بها كعاصمة للدولة الإسرائيلية".

وكان مسؤول إسرائيلي كبير أكد أن قرار روسيا تقديم أنظمة متقدمة مضادة للطائرات إلى سوريا يشكل تحديا خطيرا لبلاده، وقال إن إسرائيل تعمل على إيجاد طرق لتلافي تحول ذلك إلى تهديد كبير لأمنها.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قول المسؤول الإسرائيلي إن منظومة "إس-300" تعد "تحديا معقدا بالنسبة لدولة إسرائيل، ونحن نتعامل مع القرار بطرق مختلفة، وليس بالضرورة من خلال منع توريد هذا النظام المضاد للطائرات".

وقال المسؤول إن هذا الإجراء الروسي جعل الملعب "كبيرا للغاية"، مشيرا إلى أن إسرائيل تحتفظ بحقها في حماية نفسها وأنها تعتمد في ذلك على دعم الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار روسيا تزويد دمشق بالنظام الدفاعي المتطور، ووصفه بأنه "غير مسؤول"، مؤكدا في الوقت ذاته أن إسرائيل ملتزمة بمواصلة التنسيق مع موسكو في عملياتها العسكرية في المنطقة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مستشار الأمن القومي يعقوب أميدرور تحذيره للدبلوماسيين الأوروبيين من أن إسرائيل سوف "تمنع إتمام تسليم المنظومة الصاروخية، من خلال ضمان عدم حصول الأسد على النظام كاملا، كما يقول الخبراء، أو بتعطيله عسكريا إذا قام بذلك".

مناقشة