وكانت الشرطة الفرنسية قد أعلنت، اليوم الأربعاء، لوكالة "فرانس برس"، إنها ألقت القبض على رجل العصابات، رضوان فايد، الذي فر من السجن الصيف الماضي.
ويعتبر فايد من أكثر المطلوبين لدى قوات الأمن الفرنسية، بعدما هز صورتها بهروبه المتكرر منها، وأبرزها هروبه من سجنه في ضاحية "سين إي مارن" قبل ثلاثة أشهر باستخدام مروحية، يوليو/ تموز الماضي.
ونشرت وسائل إعلام فرنسية صورا لفايد، وهو محاط برجال الشرطة، وذقنه طويلة جزئيا، وبجانبه أثاث وملابس متناثرة على الأرض.
ومكنت الشرطة الفرنسية، وسائل الإعلام تصوير محتويات الشقة، التي كان مختبئا فيها فايد، والتي لم يكن يتوقع رجال الشرطة تواجده فيها، خاصة وأنها شقة صغيرة في مسقط رأسه بالطابق الرابع.
وأوضحت قناة "فرانس 3" الفرنسية أن هذه الشقة ربما لم تكن مخبأه الوحيد خلال 3 أشهر من الهرب، حيث أكد بعض الأشخاص رؤيته في بلجيكا، التي تقع بالقرب من مدينة واز، حيث توجد عائلته وأصدقاؤه.
وأشارت الشرطة الفرنسية إلى أن عملية القبض على فايد، نتيجة جهود أكثر من 100 رجل تحقيق، كلفتهم الداخلية بضرورة العثور على رجل العصابات الأشهر، خاصة وأن طريقة هروبه هزت صورة الشرطة الفرنسية في الشارع.
وبدأت قصة رجل العصابات الجزائري الأصل في الانتشار، عندما نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا أكدت فيه هروب الفايد، 46 عاما، من سجن "رو" الواقع في ضاحية "سين إي مارن" شرقي العاصمة باريس، بمساعدة 3 من رفاقه، باستخدام مروحية قبل أن يلوذوا جميعا بالفرار.
وقالت بدورها، وزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبيه، أن معاوني الفايد الثلاثة كانوا أشبه بوحدة كوماندوز مدربين بصورة جيدة، كما رجحت استخدامهم طائرات بدون طيار لمراقبة المنطقة قبل تنفيذ عملية الهروب التي تمت على الطرق الهيولودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المروحية حطت في باحة السجن في الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي الفرنسي، الذي لم يكن مغطى بشبكة وقاية، وقت زيارة شقيق الفايد له، وهبط منها مسلحان وبقي الثالث مع قائد الهيلكوبتر، واستخدم المسلحان قنابل الدخان لتشتيت الحراس واصطحاب الفايد، فيما تركوا شقيقه الذي كان حاضرا لزيارته.
وصدر على رضوان حكم بالجسن لمدة 25 عاما، في شهر أبريل/ نيسان الماضي، بعد أن تسبب في مقتل شرطية عام 2010 أثناء قيامه بعملية سرقة.
وبعد مطاردة فاشلة، توقف السائقان ونزلا من السيارة، وحين وصلت الشرطة عثرت في داخل السيارة على مواد يشك في أنها مواد متفجرة، وصواعق ولوحات قيادة مزوّرة، وتشير أدلة التحقيق المتوفرة حتى الآن إلى تورط رضوان فايد، المجرم الذي فر بمروحية من السجن قبل أسابيع، وفقا لصحيفتي "لو باريسيان" "ولوموند".
وبحسب ما نشرته صحيفة "لوباريسان"، تظهر صور كاميرات المراقبة التي وضعت في موقف المركز التجاري شخصاً تعتقد الشرطة أنه رضوان فايد، المجرم الهارب من السجن بالمروحية في أول يوليو/ تموز الجاري.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يهرب فيها فايد من السجن، إذ سبق وهرب عام 2013 بعد أقل من نصف ساعة من وصوله إلى سجن "سيكيدين" شمالي فرنسا خارج مدينة ليل، واحتجز أربعة من حراس السجن رهائن كدروع بشرية وفجر عددا من أبواب السجن، واستطاعت الشرطة اعتقاله بعد ستة أسابيع".