وأستطرد أن الشارع السعودي كان يثق في رد الملك أو ولي العهد على ما قاله الرئيس الأمريكي، خاصة أن العهد الجديد في السعودي لا يسمح فيه بالتراخي أو المساس بالسيادة أو التدخل في شأن المملكة.
في ذات الإطار قال رئيس مركز القرن العربي للدراسات، سعد بن عمر، إن رد ولي العهد محمد بن سلمان على خطاب ترامب جاء مباشرا وواقعيا دون محاولة تغليف العلاقات السعودية الأمريكية بغلاف الدبلوماسية.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن الرد كان واضحا بأن السعودية تشتري أسلحتها بأموالها، على خلاف العديد من الدول التي تحصل على الأسلحة من الولايات المتحددة دون مقابل مالي، وأن المملكة السعودية بإمكانها الاستغناء عن الولايات المتحدة، خاصة أنها لا تعتمد في أمنها على أي دولة مهما كبر حجمها، وأنها ليست رهينة لأي دولة.
وأشار إلى أنه لا يعتقد أن يتمادى ترامب في قوله، أو تكرار ما قاله، خاصة بعد الرد الواضح من ولي العهد.
للمرة الثالثة ترامب يطالب بالأموال
حسب وصف الخبراء، أن ما يفعله ترامب خارج عن السياق الدبلوماسي وتعامل الدول مع بعضها، حيث كرر الرئيس الأمريكي مطالبته للسعودية للمرة الثالثة بدفع المزيد من الأموال مقابل الحماية "حسب قوله".
جاء الحديث للمرة الثالثة خلال أمام تجمع انتخابي لأنصاره في ولاية منيسوتا، حيث تحدث ترامب، عن تفاصيل جديدة في المحادثة التي أجراها مؤخرا مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وقال ترامب، إنه سأل العاهل السعودي: "هل تمانع في دفع الأموال لقاء الحماية العسكرية؟، فأجاب بأن "لا أحد طلب مني ذلك"، فرد عليه ترامب: "أنا أطلب منك أيها الملك"، مضيفا أن السعودية "تتحمل تكاليف الحماية الأمريكية التي تصل إلى 30%".
رد ولي العهد السعودي
على الجانب الآخر قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حوار نشرته وكالة "بلومبيرغ" الجمعة 5 أكتوبر / تشرين الأول، ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن بلاده "لن تدفع في الوقت الراهن أي شيء مقابل أمنها"، وأضاف أن الرياض تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة بأموالها ولا تأخذها مجانا، وأن علاقة السعودية مع ترامب جيدة ومميزة، وأنه يحب العمل مع الرئيس الأمريكي.
واستطرد قوله "في تقديري، وأعتذر إذا أساء أحد فهم ذلك أن الرئيس أوباما خلال فترة رئاسته التي دامت 8 أعوام قد عمل ضد أغلب أجندتنا ليس فقط في السعودية، وإنما في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا، وقد كانت النتيجة النهائية هي أننا نجحنا، وأن الولايات المتحدة الأمريكية في ظل قيادة أوباما قد فشلت، على سبيل المثال في مصر".