راديو

العراق وسوريا يرسمان ملامح فترة ما بعد النصر على الإرهاب

ضيف الحلقة المختص في القانون الدولي الدكتور علي التميمي.
Sputnik

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن بلاده تكتب الفصل الأخير من الأزمة التي تمر بها، وأن دمشق باتت على أعتاب تحقيق النصر على الإرهاب.

المعلم: إدلب كأي مدينة سورية يجب أن تعود إلى السيادة السورية

وقال المعلم لدى استقباله نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق: "شعبنا في سوريا مصمم على مواصلة حربه ضد التنظيمات الإرهابية حتى تحرير كامل الأراضي السورية".

وأشاد وزير الخارجية السوري بمواقف العراق في المحافل العربية والدولية المتضامنة مع سوريا في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، مؤكدا أن "البلدين الشقيقين يقفان في خندق واحد ويواجهان التحديات ذاتها".

ودعا المعلم إلى الاستمرار في تطوير التعاون بين البلدين، وأن يكون التنسيق السوري العراقي في المرحلة المقبلة استراتيجيا لرسم مستقبل أفضل لشعبي البلدين.

عن هذه الزيارة يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور علي التميمي:

‏إن هذه الزيارة الغير معلن عنها والمفاجأة، لها جوانب متعددة، منها ما يتعلق بالداخلين العراقي والسوري، فيما يخص الجانب الاقتصادي والاستثمار لفترة ما بعد انتهاء الحرب في العراق واقتراب نهايتها في سوريا.

والجانب الآخر متعلق بالتنسيق الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، ‏حيث أنه ومع انتهاء الحرب في العراق وقرب انتهائها في سوريا، بدأت الجماعة الإرهابية تتجه نحو الحدود المشتركة بين البلدين، فهناك اتفاقية رباعية تضم كل من سوريا والعراق وإيران وروسيا،

وأعتقد أن الجانبين سوف يبحثان هذا الموضوع الأمني.

يضاف إلى ذلك التعاون الاقتصادي المشترك، ‏وربما يناقش الطرفان أيضاً ما يحصل بين السعودية وتركيا، والحرب التي تحصل على الأرض السورية، وموضوع دعم العراق لسوريا، فهذه أهم النقاط الجوهرية التي يبحثها الجانبان، على الرغم من أن حكومة

السيد العبادي منتهية الصلاحية، لكن وفق القانون‏ الدولي فإن العلاقات بين الدول لا تنتهي بانتهاء الحكومات."

وأكد التميمي، ‏"لا يمكن للعراق أن يدخل طرفا فيما يحصل في سوريا، ويخسر روسيا بذلك، فهو مرتبط مع روسيا وإيران باتفاقية حلف رباعي، ‏فالعراق يحافظ دائما على أن يكون وسطي وبعيد عن التمحور والتحالفات التي قد تؤدي إلى مشاكل مع دول أخرى."

وزيرا خارجية سوريا والعراق يبحثان فتح الحدود المشتركة

‏وتابع التميمي، "لا أستبعد أن يكون لسوريا ملاحظات حول تشكيل الحكومة العراقية القادمة، فجميع الدول لديها مصالح في العراق. وقد يحاول الجعفري من خلال هذه الزيارة الحصول على دعم سياسي، خصوصا ونحن على أبواب ‏تشكيلة الكابينة الوزارية، وربما يريد أن يثبت لرئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي، أنه يتحرك لمصلحة البلد ويعمل عقد اتفاقيات ثنائية، وإن كان هذا الموضوع يخالف صلاحية حكومة تصريف الأعمال. وأنا أعتقد أن هذه الزيارة متأخرة، ‏لأن القضاء على الإرهاب قد انتهى منذ زمن بعيد، وكنت أتمنى أن تكون تحركات الجعفري صوب الأمم المتحدة للحصول على تعويضات مادية، استنادا الى المادة 50 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تتيح للبلد الذي يحارب تنظيمات إرهابية وينتصر عليها، أن يطلب مساعدات وفق هذه المادة ويعيد إعمار المدن المدمرة. وإذا

استطاع الجعفري فعل ذلك بالتنسيق مع سوريا عبر تقديم طلب إلى الأمم المتحدة، فإنه يستطيع الحصول على قرارا بذلك، خصوصا وأن دولا مثل بريطانيا وفرنسا، أعلنت استعدادها لمساعدة العراق. والأخير يحتاج إلى 25 تريليون ‏دولار لغرض إعادة إعماره. لهذا

يعد صدور قرار من مجلس الأمن ضروري للمساعدة في الأعمار، عدا عن ذلك، فالولايات المتحدة تتحمل ما حصل في العراق من دمار، كونها دولة محتلة وفق اتفاقية جنيف الرابعة."

‏وأضاف التميمي، "أن السيد وزير الخارجية السوري وليد المعلم يعرف أهمية العراق، فسوريا تحتاج إلى أن تكون جبهة العراق أمينة، لكي تتحاشى دخول الإرهاب إليها، ‏وهم يريدون تأمين حدودهم تجاه العراق لهذا السبب، ناهيك عن حاجة سوريا الى العراق كسوق،

فهو دائما يعتبر سوق اقتصادي مهم لسوريا."

 

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة