وأوضحت المصادر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأمريكي في سوريا والذي ينص على "تفكيك مخيم الركبان" وإعادة نحو 80 ألف مواطن سوري محتجزين بداخله قسرا "كدروع بشرية" إلى قراهم وبلداتهم في مناطق مختلفة من سوريا، ونقل الجماعات المسلحة التابعة لواشنطن من محيط القاعدة التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة التنف السورية إلى الشمال السوري وتحديدا إلى جرابلس، تمت عرقلته بسبب الرفض التركي القاطع لاستقبال المسلحين وعوائلهم، حيث تصر تركيا على رفض استقبال حاملي الجنسية السورية في المنطقة التي أنشأت فيها مستوطنات لمسلحين من جنسيات أجنبية من الموالين للقومية العثمانية كالتركستان وغيرهم.
وتحدثت المصادر عن تنسيق غير معلن بين الجانبين التركي والأمريكي في هذا الخصوص، يهدف إلى المماطلة وشراء الوقت وعرقلة الاتفاق والضغط على الجانب الروسي، ويخفي أجندات "خفية" خلفه، توضحها حملة التجنيد المذكورة.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب الأمريكي الذي أعلن غير مرة استعداده لسحب قواته من منطقة التنف، بعد إتمام تفكيك مخيم الركبان ونقل المجموعات المسلحة إلى الشمال السوري، يطالب اليوم مقابل تنفيذ تعهداته بامتيازات أمنية على المعابر السورية العراقية، وامتيازات نفطية في منطقة شرق الفرات، تعزز "الانفصالية الكردية" في هذه المنطقة، الأمر الذي يجد فيه الجانب التركي مكاسب اقتصادية كبيرة من خلال عبور مئات الآلاف من براميل النفط يوميا عبر أراضيه بأسعار مغرية، بالرغم من اتخاذه المسالة الكردية أو المشروع الانفصالي الكردي حجة للتدخل في سوريا على أنه تهديد للأمن القومي التركي.
وإلى جانب القوات الأمريكية، تتمركز في التنف قوات بريطانية ووحدات من الجيش النرويجي، ويتبع لكل من هؤلاء فصائل (ثورية) سورية يأتي في مقدمها تنظيم جيش "مغاوير الثورة" السورية و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية" ولواء "شهداء القريتين".
ويقع مخيم الركبان على الشريط الحدودي بين الأردن وسوريا في أكثر المناطق الصحراوية قساوة بالنسبة للاجئين السوريين.