وشدد عون على أن" فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على إقفاله، سينعش مختلف القطاعات الإنتاجية، ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية"، مؤكدا أنه "على جميع المسؤولين في لبنان، أن يستغلوا كافة الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق مصالح المواطنين، والالتفاف حول رؤية وطنية موحدة للنهوض بالاقتصاد، ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة".
من جهته، أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، في تصريح له، أن "المطلوب بالترافق مع إعادة فتح معبر نصيب أن يتوقف البعض في الداخل عن استخدام الخطاب الحاد والاستفزازي ضد سوريا، لأنه لم يعد له مكان بعد الآن في ظل التحولات الميدانية والسياسية، إضافة إلى انّه ليس منطقياً أن يستمر هذا البعض في مهاجمتنا ثم يطلب في الوقت نفسه ان تكون أبواب معبر نصيب مشرعة".
اقرأ أيضا: الرئيس اللبناني: إعادة فتح معبر "نصيب" يعيد وصل لبنان بعمقه العربي
وأشار عبد الكريم علي إلى "أننا لا نريد الإنتقام، ولسنا في هذا الوارد، لأن لبنان لا تختصره قلة بل يمثله خط المقاومة ورئيس الجمهورية والقوى الأصيلة"، منوهاً الى "أننا نحترم هؤلاء ونقدر مواقفهم، لكن هذا لا يمنع على أصحاب الطروحات السلبية والعدائية أن يقفوا أمام المرآة ويراجعوا أنفسهم، لأن ما يصدر عنهم يضر بلبنان ومصالحه الحيوية قبل سوريا".
وشددعلى "ضرورة توحيد الخطاب الرسمي اللبناني حيال سوريا"، مشيراً إلى أن "ما يجمع بين البلدين هو أقوى مما يجمع على سبيل المثال بين سكان مقاطعة كاليفورنيا"، ومعتبراً ان "سوريا تتعافى وهناك مصلحة للبنانيين في الإنفتاح عليها والإستثمار في هذا التعافي".
ويشكل معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن أهمية خاصة بالنسبة للبنان، حيث يعتبر الشريان الأساسي الذي يربطه بالدول العربية من حيث التصدير البري، ويساعد قطاعي الصناعة والزراعة في لبنان على تصدير المنتجات للدول المجاورة.
ما مدى تأثير فتح معبر نصيب على لبنان اقتصاديا وسياسيا ،وهل هو مؤشر خير على اقتراب تشكيل الحكومة؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث لبرنامج "نافذة على لبنان" بهذا الصدد:
لا شك أن المعبر له فائدة كبرى بالنسبة للوضع الإقتصادي اللبناني، وخاصة للمنتوجات الزراعية والصناعية التي توّرد إلى الدول العربية. خاصة أنه تنقل عبر هذا المعبر كميات كبيرة من المنتوجات اللبنانية، لأن طريق البحر كانت مكلفة وطويلة، ولذلك أثر على الوضع الاقتصادي اللبناني، بينما هذا المعبر يتيح المجال أمام عدد كبير من الشاحنات والمنتوجات اللبنانية للوصول إلى الأسواق العربية. طبعا هناك خلاف حول الموضوع السياسي، لإن البعض اعتبره نوع من اعتراف ضمني بالسلطة الشرعية أو بالحكومة السورية الشرعية، في حين تنسق أطراف أخرى وتطبع وتتعاون مع الحكومة السورية بشكل طبيعي، وهذا أمر خلافي داخل لبنان. لا شك أن الجميع يستفيد من هذا المعبر، لكن البعض يعطيه بُعدا سياسيا لإنه أقرب إلى موقف الحكومة السورية، بينما أطراف وقوى سياسية أخرى معادية لسوريا لاعتبارات أخرى ومتحالفة مع قوى عربية ودولية ضد الحكومة في سوريا. لذلك الخلاف السياسي لم يكن له دور كبير، لأن الجميع مستفيد من هذا الموضوع، ولكن البعض يجاهر والبعض الآخر يكون متحفظا إرضاء للأطراف العربية والدولية التي يتعاون معها.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي