ويعتبر عقار "الترياق" أكثر العقاقير فاعلية وأكثرها استخداما في العصور القديمة، والذي ابتكره ميثريداتس الرابع ملك بونتوس، في القرن الأول قبل الميلاد، وذلك بدافع من خوفه من التعرض للتسميم على يد أعدائه، حسبما ذكرت مجلة فوكاس الإيطالية.
وفي القرن الأول الميلادي وقع الإمبراطور الروماني نيرون فريسة لنفس الخوف من التسميم، فلجأ إلى طبيبه أندروماتشوش، الذي استخدم نفس وصفة عقار الترياق مضيفا إليها 10 مكونات أخرى من بينها لحم الأفاعي والأفيون.
واستمر الترياق بوصفته الجديدة، وعرف عنه علاج جميع الأمراض، طيلة 18 قرنا، وأشاد به الطبيب الشهير جالينو، والذي يعد أحد أكثر الأطباء تأثيرا في التاريخ.
وتعرضت سمعة عقار الترياق إلى هزة عنيفة في القرن الثامن عشر، وتحديدا في وقت انتشار وباء الطاعون، عندما نشر الطبيب البريطاني وليام هيبردين مقالا سخر فيه من الترياق قائلا إنه لا يفعل سوى أنه يجعل المريض يتعرق قليلا، ما أدى إلى وقف استخدامه رسميا.
وفي عصرنا الحالي، تبين أن المكون الوحيد الفعال في الترياق هو الأفيون، لاحتوائه على مادة المورفين المسكنة للآلام والمهدئة للسعال، لكنه في الحقيقة لا يحارب أي سموم، كما أن أشهر مكونات الترياق وهو لحم الأفاعي لم يثبت له أي تأثير علاجي.