وقال غورباتشوف، لوكالة "سبوتنيك": "أعتقد أن ذلك أمر غير مقبول. اعتماد القرارات الموجودة في الاتفاقيتين (معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ومعاهدة ستارت) حول التخلص من الأسلحة والشحنات النووية الحقيقية كان إنجازا عظيما".
وأجاب غورباتشوف على سؤال حول الخطوات التي يجب اتخاذها في هذه الحالة من قبل رئيسي الدولتين، وما إذا كانت هناك إمكانية للاتفاق:"أنا لا أدري ما إذا كانا سيتمكنان من ذلك، لكني أعتقد أن الفرصة لم تفت بعد. وحسبما أعرف، فقد وصل ممثل، يجب عليهم محاولة وقف هذه العملية المدمرة".
هذا وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف قد أعلن، في وقت سابق من اليوم الأحد، أن مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، يصل إلى موسكو اليوم، مشيرا إلى أن روسيا تتوقع شرحا واضحا منه حول خطوات الولايات المتحدة التالية بشأن معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن أمس السبت، أن بلاده ستنسحب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة مع روسيا "بسبب انتهاك الأخيرة لها"، حسب وصفه.
يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ["معاهدة القوات النووية المتوسطة"، "أي إن إف"]، تمَّ التوقيع عليها بين كلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الجانبان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.
وبحلول مايو/أيار 1991 تم تنفيذ المعاهدة بشكل كامل، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخا باليستي ومجنحا تطلق من الأرض، في حين دمرت الولايات المتحدة الأمريكية 859 صاروخا، كما تجدر الإشارة إلى أن المعاهدة غير محددة المدة، ومع ذلك يحق لكل طرف المعاهدة فسخها بعد تقديم أدلة مقنعة تثبت ضرورة الخروج منها.
ومن حين لآخر تتبادل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية الاتهامات بانتهاك المعاهدة المذكورة، ففي حين تتحدث الولايات المتحدة عن تطوير روسيا فئة جديدة من الأسلحة وتخصيص الأموال لتطوير الأسلحة المضادة، تعترض روسيا على تطوير الولايات المتحدة طائرات هجومية بدون طيار وعلى نقل منصات الإطلاق المسموح بها من نوع "إم كي- 41" من السفن إلى البر، كما حدث في رومانيا وبولندا.