وتوجه وفد من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي، إلى مقر سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، أمس الأربعاء.
ووصف نقيب الصحفيين اللبناني عوني الكعكي ما حصل، بأنه "يوم أسود في تاريخ الصحافة اللبنانية"، معبرا عن "استياء الجسم الصحافي والإعلامي اللبناني. وأضاف: "لبنان هو بلد الحريات والثقافة والعلم والأخلاق، ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أن نصل إلى هذا الدرك وهذا الإسفاف"، وفقا لوكالة الإعلام الوطنية اللبنانية.
وقدم الكعكي "الاعتذار الشديد من أكبر إلى أصغر مسؤول في المملكة" باسمه وباسم زملائه في نقابة الصحافة، مؤكدا أن الدولة اللبنانية بدءا من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة إلى وزيري العدل والإعلام، قد أجمعت على رفض هذا الأمر.
وتابع: "المهم هو متابعة هذا الموضوع وألا ندعه يمر مرور الكرام كي يكون عبرة لمن اعتبر، فهناك حدود للكلمة وللحرية لم تراعها الديار، كما لم تراع المصلحة الوطنية اللبنانية".
من جهته، ثمن البخاري حضور الوفد، وقال: "تلقينا بالأمس سلسلة اتصالات من إعلاميين مؤيدين ممن لا يتفقون معنا بالرأي، وكان لهم موقف مشرف عكسوا فيه تطلعات الساحة الإعلامية اللبنانية التي ننظر إليها بكل تقدير. ووقفتكم اليوم تعبر عن هذا النفس وليست غريبة عليكم، ونثمنها عاليا. هناك اجراءات اتخذت، وأشكر فخامة الرئيس ميشال عون الذي اهتم شخصيا بهذا الأمر وكلف وزير العدل باتخاذ الإجراءات القضائية الفورية، وهذا ليس بغريب على فخامة الرئيس ممثل الاعتدال ومفهوم العدالة والقضاء اللبناني".
وتابع: "كذلك أثمن موقف الرئيس سعد الحريري الذي اهتم بالأمر شخصيا وكلف القضاة بمتابعة هذا الموضوع، ومواقف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ووزير الإعلام ملحم رياشي وكل من ساهم في استنكار هذا التصرف هو موضع تقدير منا. واعتبر ان ما صدر لا يمثل الا الصوت الشاذ، ولا يوجد شريف على المستوى السياسي والشعبي اللبناني وعلى المستوى الإعلامي يقبل بهذا الأسلوب وبهذا التخاطب تجاه دولة شقيقة".
وأردف: "هناك خطوات دبلوماسية ستتخذ ضد هذه الصحيفة وضد من يتطاول، ففي النهاية لن نسمح بأن يكون هناك إعلام غير مسؤول يعكر صفو العلاقة بين لبنان والمملكة الحريصة على امن واستقرار ودعم وازدهار لبنان. وكذلك أصحاب السعادة السفراء كلهم يشاركوننا هذا الموقف السياسي، ولن تثمر هذه المحاولات إلا مزيدا من التقارب".
وأشعلت كلمات الإساءة بحق ولي العهد السعودي، نار الغضب في قلوب مؤيديه من المملكة العربية السعودية وبلدان خليجية أخرى، وذلك عقب ساعات من قرار عاجل بفتح التحقيق فيها.
ودشن مؤيدو الأمير هاشتاغا بعنوان "#الا_ولي_العهد_ياسفيه_الديار"، للإعراب عن غضبهم الشديد من المقال الذي نشرته صحيفة "الديار" اللبنانية، والذي تضمن سبابا وشتائم وكلمات نابية ضد ولي العهد السعودي.
وكال النشطاء الغاضبون على وسائل التواصل، الشتائم لكاتب المقال وللصحيفة التي سمحت بنشره، مؤكدين أن ذلك ما كان لينال من هيبة وشموخ ولي العهد، الذي وصفوه بالجبل الذي تجرأ عليه "قزم سفيه" على حد أقوالهم.
وصعد "الهاشتاغ" الذي حمل كذلك أبياتا من الشعر تمدح الأمير محمد، ليتصدر قائمة الأكثر تداولا (الترند) في لبنان والمملكة العربية السعودية.
وكان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، سليم جريصاتي، أصدر توجيها عاجلا إلى النائب العام بشأن المقال.
وبحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، وجه جريصاتي النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، سندا للمادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، تحريك دعوى الحق العام بحق كل من كاتب المقال المنشور بصحيفة "الديار" تحت عنوان "دعوة من الديار الى البخاري لزيارتها".
كما وجه بالتحقيق مع الناشر والمدير المسؤول لما تضمنه المقال المذكور من عبارات نابية وغير مألوفة في العمل الصحفي وتمس بولي العهد السعودي وتعكر صلات لبنان بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي ينطبق عليه وصف الجرائم المنصوص عليها في المادتين 288 و 292 عقوبات.