وحذر الفيصل، الذي يتولى الآن رئاسة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، من أن الغضب الأمريكي الذي "يسيء للمملكة" في واقعة وفاة خاشقجي، يهدد العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وذلك في كلمة ألقاها أمام مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية.
وقال في رسالة لم يوضح المقصود بها:
"كلمات الانتقاد وجهت إلينا كثيرا من منتقدينا، ولدينا مقولة نقدّرها بشدة: من كان بيته من زجاج فعليه ألا يرمي الناس بالحجارة. الدول التي عذبت وسجنت أبرياء، وبدأت حروباً قُتل فيها مئات الآلاف من الناس بناء على معلومات خاطئة، يجب أن تخجل عند توجيه الانتقادات للآخرين. والدول التي اضطهدت وأخفت الصحفيين والناس العاديين، يجب ألا تروج إلى أنها من أنصار حرية التعبير".
واعتبر أن "إخضاع مستقبل العلاقة بين بلاده وأمريكا لهذه القضية "ليس أمرا صحيّا البتة، فالمملكة ملتزمة بجلب أولئك الجُناة ليمثُلوا أمام العدالة، وأولئك الذين قتلوا، وأولئك الذين فشلوا في الالتزام بالقانون، العدالة سوف تأخذ مجراها".
كما شدد على أن العلاقات الأمريكية السعودية "أكبر من أن تفشل"، مشيرا إلى أن علاقات البلدين "تتجاوز جوانب النفط والتجارة والاستثمار والتعليم والتدريب، وتمتد إلى سنوات العمل الطويلة بين البلدين لإحلال السلام العالمي في الشرق الأوسط، واستقرار الاقتصاد والأسواق العالمية، ومحاربة الإرهاب"
وأكد مسؤول الاستخبارات السعودية السابق مجددا على أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة "أكبر من أن تفشل، وأعتقد أنها ستجتاز هذه الأزمة، مثلما اجتازت بأمان أزمة النفط في السبعينات، وأحداث 11 سبتمبر".
وخاطب تركي الفيصل الحاضرين قائلا إن السعودية "مركز العالم الإسلامي الذي يتوجه إليه 1.5 مليار مصل خمس مرات يوميا"، مضيفا أن بلاده أيضا "تلعب دورا مهما في العمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط".
وسجل أن السعودية "تقدم أكثر من 4% من المساعدات الموجهة لكل فرد في الدول النامية. وفقط قبل أيام أعفت المملكة دولا نامية من ديون بقيمة 6 مليارات دولار"، موضحا في هذا السياق أن بلاده "مصدر رزق لأصدقائها، وليست عبئا على أحد".
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال إن بضعة أسابيع أخرى ستمر قبل أن تتوفر الولايات المتحدة على أدلة كافية لفرض عقوبات فيما يتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وأضاف بومبيو يوم الخميس في مقابلة مع إذاعة (كيه.إم.أو.إكس) في سانت لويس أن الرئيس دونالد ترامب أوضح أن واشنطن ستتخذ إجراءات فيما يتعلق بهذه الواقعة.
وقال إن الإدارة الأمريكية "تراجع مسألة فرض عقوبات على الأفراد الذين تمكنا حتى الآن من تحديد أنهم… ضالعون في واقعة القتل تلك.
"سيستغرق الأمر على الأرجح بضعة أسابيع أخرى قبل أن تكون لدينا أدلة كافية لتوقيع تلك العقوبات فعليا لكنني أعتقد أننا سنكون قادرين على تحقيق ذلك".
وقال "نحن في طريقنا لكشف الحقائق… الرئيس قال إننا سنطالب بمحاسبة الضالعين في ارتكاب هذه الجريمة البشعة".