سجل العراق، الجمعة، 2 تشرين الثاني 2018، وفق إحصائية تابعة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة البلاد "يونامي" أدنى عدد من الضحايا منذ ست سنوات.
وأفادت الأرقام التي سجلتها يونامي "بمقتلِ ما مجموعه 69 مدنيا عراقيا وإصابة 105 آخرين، جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر تشرين الأول 2018.
برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" استضاف الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أمير الساعدي، والذي أجاب عن سؤال فيما إذا كانت هذه الإحصائية تمثل تطورا ملحوظا في عمل أجهزة الأمن العراقية، حيث قال:
إن ذلك يعد مؤشرا ايجابيا مهما جدا لحالة أمن واستقرار العراق، لكن ما زالت ملفات الإرهاب، لاسيما بعد التهديدات الأخيرة القادمة من الأراضي السورية، يمكن أن تقلق حالة الأمن الداخلي، فسبق وان قامت تنظيمات "داعش" بعدة هجمات داخل الأراضي العراقية، وهي لم تتوقف لحد الآن، كون الداخل العراقي لازال يضم بعض البيئات الحاضنة، فما زالت مناطق وادي حوران ومكحول وسلسلة جبال حمرين وبعض المناطق الصحراوية تضم الإرهاب، وينبغي بالدرجة الأساس ترميم نسيج المجتمع المحلي في المناطق التي عانت من الإرهاب، فما زالت المشاكل التي أنتجت تنظيم "داعش" موجودة، وهذا التنظيم يهدد بخرق الحدود، ومع صعوبة هذا الأمر اليوم، إلا أنه فيما لو استطاع ذلك، فسوف لن يتمكن من الأرض مرة أخرى، فهو يبحث عن نصر إعلامي فقط."
وعن سبب سقوط العدد الأكبر من الضحايا في مدينة الموصل، أجاب الساعدي:
"إن الشرطة الاتحادية في الفترة الأخيرة استهدفت عناصر "داعش" في محافظة نينوى، وهذا يدل على وجود جيوب إرهابية في المدينة، وهناك مخابئ عبارة عن أنفاق ومضافات، فهو ينشط تحت الأرض، كما أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية لم تستكمل عملية الملاحقة والمتابعة لمن فر من الإرهابيين، فهذا التنظيم بنى شبكة أنفاق سرية كبيرة، وقد تكون مرتبطة بسوريا."
وعن إمكانية عودة التنظيم الإرهابي إلى الأراضي العراقية من خلال محافظتي نينوى والانبار، قال الساعدي:
"أن تكون لدى هذا التنظيم موارد وإمكانات تمكنه من احتلال الأرض، فهو موضوع صعب جدا، لكن ممكن أن يكون على شكل عصابات منفردة، وهو موضوع نشط به قبل أن يقوم باحتلال الموصل، وهو أيضا قام بنفس هذه الاستراتيجية في الفترة الأخيرة عند قيامه بالهجوم على حقول "علاس" النفطية بحثا عن الموارد الاقتصادية لتمويل نفسه، ولا يوجد لحد الآن مجتمعات محلية توفر لهذا التنظيم بيئة حاضنة، فعلينا التوجس من خطر التنظيم، مع أنه ليس بالشيء الكبير أن استطعنا معالجة الأسباب التي أوجدت "داعش" في العام 2014."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون