واعتبر الكاتب البريطاني تي جاي كلوز أن السياسيين البريطانيين يعتبرون روسيا عدوة منذ بداية القرن العشرين، أما المؤرخون البريطانيون يعتبرون أن العداء لروسيا بدأ منذ بدء الحرب العالمية الأولى من خلال الحرب التوسعية التي كانت الدول تعتمدها من أجل الطرق التجارية والموارد الاستراتيجية.
وبعد الثورة البلشفية وقيام الاتحاد السوفياتي، ظهر العداء الإيديولوجي مع الغرب من خلال المد الشيوعي الذي وصل إلى بريطانيا عبر تشكيل حزب العمال البريطاني عام 1900 المقرب من الأفكار الاشتراكية والشيوعية، وتجسد ذلك من خلال وصف رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل لهذا الحزب على أنه غطاء للشيوعيين في بريطانيا.
وذكر كلوز أن بريطانيا هي أول من استخدم الأسلحة الكيميائية على الأراضي الروسية من خلال دعم الجيش الأبيض الملكي ضد الجيش الأحمر الشيوعي، ووصف تشرشل هذا العمل "بالدواء الصحيح" للقضاء على البلاشفة. وعلق كلوز على هذه العبارة قائلا "لسبب ما يتحدث الجميع اليوم عن تهديد موسكو للغرب من خلال "نوفيتشوك"(السلاح الكيميائي).
وأشار الكاتب أن بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لم تكن روسيا تزعج أحدا من الغرب لكن مع مغادرة بوريس يلتسين ومجيء فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة والتغييرات الكبيرة التي أحدثها الرجل في السياسة الخارجية والداخلية وفي الاقتصاد، عادت الولايات المتحدة إلى نهجها العدائي لروسيا وحثت الغرب أيضا على اتباع النهج ذاته لمواجهة موسكو المنتفضة على هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم.
أما عن الوضغ الأوكراني فاعتبر كلوز أن السياسة الغربية والأمريكية أدت إلى إعادة شبه جزيرة القرم لروسيا، كما اعتبر أن روسيا تمارس السياسة الدفاعية وليس كالغرب الذي يحاول إشعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال كلوز "تخيلوا لو انفصلت اسكتلندا عن المملكة البريطانية، وجاء الروس لمساعدة اسكتلندا عسكريا من خلال اجراء تدريبات ومناورات على الحدود مع بريطانيا. ماذا سيكون الموقف؟؟؟ والآن الغرب بسياسته يحاول نفس الشيء على الحدود مع روسيا.
وختم كلوز قائلا "بالرغم من التصريحات الإعلامية الغربية حول العداء لروسيا، لا تشكل روسيا ولا الصين التهديد للغرب، بل ببساطة تريد الولايات المتحدة بسط هيمنتها في العالم وتحاول توقيف الصين وروسيا عبر الغرب".