وكتبت فتاة عملت في وكالة الدعاية "دينتسو" البالغة 24 من عمرها، في آخر تغريدة لها، "إنها الساعة الرابعة صباحا، جسدي يرتجف، أفكر في الانتحار، أنا متعبة جدا"، بحسب ما نقلته وكالة "إزفيستيا".
ولاحقا قام المحققون، بتسمية هذه الظاهرة بـ"كاروسي"، حيث أن الانتحار هنا يكون بسبب الإفراط في العمل.
وأحصت الحكومة اليابانية 200 حالة انتحار فقط بسبب ظاهرة "كاروسي" خلال عام 2017.
ومن أحداث الانتحار التي أثارت جدلا كبيرا كان انتحار صحفية كانت تعمل في شركة "NHK ميفا سادو"، البالغة من العمر 31 سنة، حيث توقف قلبها بسبب الإرهاق في العمل، فقد عملت 159 ساعة إضافية.
وقام أخصائيون من جامعة واسيد وجامعة أوساكا مؤخرا، بنشر دراسة استندت فيها إلى تحليل 870 ألف حالة انتحار، أن أكثر العاملين يقدمون على الانتحار يوم الاثنين (يوم الدوام الأول بعد العطلة).
ومن ناحية أخرى اعتاد اليابانيون على وضع العمل في مقدمة حياتهم حتى أصبح العمل هو كل مغزى ومعنى حياتهم، فإن 65 % من المنتحرين فعلوا ذلك نتيجة فقدانهم للعمل أو عدم القدرة على إيجاد مكان عمل جديد.
ولمحاربة هذه الظاهرة قام بعض أصحاب العمل بإطفاء الضوء في المبنى في الساعة السابعة مساء، وبعض الشركات تستخدم الدرون لتذكير العاملين أن عليهم الاستراحة، وحتى أنه توجد في اليابان وكالة خاصة تسمى "Work-Life Balance"، أي التوازن بين العمل والحياة، والتي تستشير أرباب العمل بتحديد ساعات عمل مناسبة لموظفيها.