وقالت ستيفانو في لقاء خاص مع وكالة "سبوتنيك":
"الصين تنظر إلى سوريا على أنها من المناطق الأكثر ضعفا للنفوذ الغربي في منطقة الشرق الأوسط، حيث التقت عام 2002 أهداف السياسة الخارجية السورية مع المساعي الصينية الهادفة إلى زيادة نشاطها الاقتصادي عندما طرح الرئيس السوري بشار الأسد استراتيجية تحويل سوريا إلى قاعدة لنقل الغاز ومنطقة تجارة حرة تصل الشرق بالغرب عبر ربط البحار الخمسة وهذا ما رأت فيه الصين إحياء لطريق الحرير لتشكيل أطول ممر اقتصادي رئيسي في العالم ".
وكشفت نائبة رئيس لجنة العلاقات السورية الصينية أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين وصل عام 2010 ما يقارب 2.48 مليار دولار إضافة لعقود هندسية بقيمة 1.82 مليار دولار وكذلك 4.82 مليون دولار تحويلات عمال صينيين في حوالي 30 شركة صينية في سوريا و 16.81 مليون دولار على شكل استثمارات مباشرة.
واحتلت الصين المرتبة الأولى عام 2010 بين الشركاء التجاريين لسورية بنسبة تصل إلى 6.9 من إجمالي التجارة السورية.
وقالت ستيفانو إن:
"عمليات التبادل التجاري بين البلدين استمرت حتى خلال سنوات الأزمة حيث تشير التقديرات إلى أن قيمة التبادل التجاري تزيد عن مليار دولار".
كما شاركت الشركات الصينية في الدورة التاسعة والخمسين لمعرض دمشق الدولي في آب/اغسطس الماضي في مجالات الطاقة والكهرباء ومواد البناء والاجهزة الطبية إضافة إلى البدء بخطوط إنتاج سيارات صينية في سوريا والذي يعد مؤشرا مهما على التعاون التجاري والاقتصادي.
وعن العلاقات السياسية السورية الصينية أوضحت ستيفانو أن موقف الصين في الأزمة السورية وحربها ضد الإرهاب تجاوز حدود عدم الرضا عن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط إلى الموقف المباشر المعارض لتلك السياسة بشكل علني بعدما استخدمت الصين حق الفيتو في الأمم المتحدة والذي يعد تطورا نوعيا مهما ليس فقط في أسلوب تعامل الصين مع منطقة الشرق الأوسط الغنية بموارد الطاقة إنما أيضا في نظرة بكين إلى دورها الدبلوماسي والسياسي على الساحة العالمية.
ولفتت إلى أن الصين أقل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن استخداما لحق الفيتو حيث استخدمته 13 مرة خلال 41 عام لتستخدم هذا الحق عدة مرات في القضية السورية اثنان دعيا إلى تنحي الرئيس الأسد وفق مشروع القرار العربي الأوروبي الذي تبنى دعوة الجامعة العربية وآخر طالب بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على الدولة السورية والأخير لمنع إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية."
وقالت ستيفانو إن:
"موقف الحكومة الصينية يؤيد حق سوريا في حربها ضد الإرهاب ووقوفها إلى جانب حماية سيادة واستقلال ووحدة أراضيها ورفض أية محاولة لتقسيمها وإن الشعب السوري هو وحده من يحق له تقرير مسقبله بنفسه."
واقتبست ستيفانو عن السفير الصيني في دمشق قوله: " إن الموقف الصيني هو مع تأييد كل الجهود في مسارات الحل السياسي وفق جنيف واستانا وسوتشي، وإن القضية السورية أصبحت دولية لذلك ينبغي توحيد الجهود الدولية والاقليمية للوصول إلى نتائج فعلية على الأرض."
وأضافت أن: "الأزمة السورية وحربها ضد الإرهاب تزامنت مع مصلحة الصين التي تعتبر التوجهات الأميركية الناشئة تهديدا مباشرا لأمنها القومي وهي الطامحة للعب دور دولي أكبر لتشكل سوريا البوابة لتحقيق تلك المصالح. ومع تنامي الدور التركي في الأزمة السورية وحساسية العلاقة التركية الصينية بسبب الامتداد التركي داخل اقليم سانكيانج المسلم حيث يوجد ما يقارب 25 مليون مسلم من هنا يأتي الخوف من امتداد الاحتجاجات الى الاراضي الصينية".
وعن لجنة الصداقة السورية الصينية في مجلس الشعب السوري ودورها في تدعيم هذه العلاقات قالت البرلمانية ستيفانو والتي هي إحدى سيدات الأعمال في سوريا:
" اللجنة قامت بعدة زيارات و لقاءات مع السفير الصيني بدمشق و ذلك لتأكيد أهمية العلاقات بين البلدين الصديقين و لتعزيز العلاقات مع البرلمانات الصديقة حيث طالب اعضاء اللجنة السفير الصيني بالمزيد من التعاون مع سوريا و عدم الاكتفاء بالفيتو في مجلس الامن لأن سوريا تحارب الارهاب على اراضيها و تدافع عن نفسها وعن كل الدول التي تخشى انتقال الارهاب إليها ومنها الصين الصديقة مع وجود آلاف المقاتلين الايغور في إدلب الذين تدربوا وتطورت مهاراتهم القتالية وتزوجوا وأصبحوا عائلات وربوا أطفالهم على الفكر التكفيري الإرهابي ونحر الأعناق ومعسكرات تدريب الأطفال على الأعمال القتالية الإرهابية منذ نعومة أظفارهم مثبتة ومعروفة وأن انتقال هؤلاء العائلات إلى الصين سيكون بمثابة القنبلة الموقوتة لتفجير المجتمع الصيني ".
أعضاء اللجنة طالبوا أيضا السفير الصيني بحسب ستيفانو بزيادة المنح الدراسية للطلاب ولأعضاء الهيئة التدريسية والمزيد من المساعدات الانسانية والإغاثية والتعاون في مجال تأمين قطع الغيار اللازمة للاجهزة الطبية المعطلة في مشافي الدولة والتي يتعذر اصلاحها بسبب العقوبات أحادية الجانب ، كما طالب الأعضاء أن يكون للصين دورا في إعادة الإعمار وانفتاح اقتصادي أكبر وتقديم الخبرات في مجال معامل مسبق الصنع وتزويد سوريا بمحطات كهربائية ومحطات معالجة وتأمين الإقراض لمشاريع إعادة الإعمار للبنى التحتية التي دمرها الارهاب والتي دمرها طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية الذي يهدف إلى ضرب البنى التحتية وتدمير سوريا وليس القضاء على "داعش".
البرلمانية ستيفانو تحدثت عن عدد من الخطوات التي تتحضر لسن بعض القوانين والتشريعات فيما يتعلق بالتمويل والمصارف ووسائل الدفع.
وقالت ستيفانو: "الصين قدمت عشرات المنح الدراسية لتعزيز التبادل الثقافي وشاركت عدة وزارات وخاصة الزراعة في دورات تدريبية تقيمها الصين."
سيدة الأعمال السورية ستيفانو ختمت اللقاء بالقول: "نحن كسوريين سنعيد إعمار بلدنا بأيدينا وبخبراتنا ورؤوس أموال الوطنيين من شعبنا بالتعاون مع الدول الصديقة والحليفة وكل من وقف معنا في حربنا ضد الإرهاب.