مجتمع

من المحلية إلى العالمية... سيدات مصريات تغلبن على الفقر بصناعة الخوص (صور)

في مصر يرمز للنخيل بالعزة والكبرياء والحياة، يصفه الذين يعيشون وسط الأراضي الزراعية بأنه رمز للعطاء دون مقابل، ورمز للصمود دون انحناء.
Sputnik

من النخيل تصنع أشياء عدة في مصر، تعد أبرزها "صناعة الخوص" وهي الصناعة التي قادت عشرات السيدات والفتيات من المحلية للعالمية بفنهن البسيط.

في إحدى قرى الفيوم التي يزينها النخيل من كل الاتجاهات، يفترشن السيدات والفتيات الأرض أمام المنازل، يمسكن ببعض القش وسعف النخيل و"مسلة"، هذا الأشياء هي ما تحتاج إليه السيدات لصناعة الخوص، الذي جعلهن من الأوائل اللاتي صدرت منتجاتهن إلى الخارج.

صناعة الخوص في مصر

تجلس السيدات ويمسكن بسعف النخيل كجدائل تنساب في أيديهن، ليشكلن بها أطباق ملونة وغير ملونة، يصنعن من السعف كل الأشكال الفنية حتى صناعة "القلة" التي تصنع في الأساس من الفخار لحفظ الماء، إلا أنها تصنع من الخوص كتحفة للاحتفاظ بها وللبرهان على قدرتهن على صناعة هذا الشكل، الذي يحتاج لمجهود خرافي لإنجازه.

في البداية تقول زينب عبد المنعم خمسينية العمر،  إنها تعمل في المهنة منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وأنها تدربت على يد الحاجة كاملة، حيث قضت نحو 45 سنة من العمل في صناعة الخوص.

تضيف خلال حديثها إلى "سبوتنيك" أن الصناعة تراجعت عن السنوات السابقة، إلا أن نساء القرية يعملن بها حتى الآن، وكذلك الأطفال من سن السابعة، الفتيات والشباب على حد سواء.

صناعة الخوص في مصر

توضح أن الصناعة تمر بمراحل شراء " السعف" وهي مهمة تقوم بها الحاجة كاملة حيث تقوم بشراء السعف من بعض القرى بالفيوم أو خارجه وتعطيه لنساء القرية للتصنيع، على أن تخصم قيمته المالية بعد شراء القطع المنتجة منهن، وأنهن يسعدن بتصدير منتجاتهن إلى عدة دول في الخارج، كما تباع في القاهرة.

تتابع الحديث صباح قرني، بالقول أنها تعمل في المهنة منذ أكثر من 10 سنوات في صناعة الخوص، وأنها تعلمت على يد جيرانها بعد عدة جلسات معهن.

تضيف صباح أن صناعة الخوص تتميز بالإبداع والفن، وأن كل سيدة لها بصمتها الخاصة التي تميزها في الصناعة، وأن كل سيدة يمكنها ابتكار أشكال جديدة من الأطباق أو حتى التحف المصنوعة من  سعف النخيل، كما تصنع القلة، والطربوش، وحافظات العيش، وأطباق البلح أيضا.

تؤكد أن القطعة الواحدة من الأطباق الكبرى تستغرق كل اليوم، فيما يمكن إنجاز ثلاثة أطباق صغيرة بالمقابل.

حسب قولها يبل السعف في الماء لمدة 6 ساعات أو أقل، ثم يخرج من الماء ويوضع في القماش أو أي غطاء يمتص الماء، وبعد ذلك يتم العمل به مع قش الرز المبلل أيضا، وأنه في حالة صناعة الأطباق الملونة، يتم تلوين السعف قبل صناعته، حيث يتم وضعه في الألوان نحو الساعتين ليتشبع باللون ومن ثم يتم  تشكيل الطبق أو الشكل المراد صناعته.

صناعة الخوص في مصر

الحاجة كاملة

هي رائدة في صناعة الخوص تمكنت من تعليم معظم سيدات القرية، بعد أن تعلمت هي على يد أجدادها الذين سبقوها في هذا الفن.

تقول الحاجة كاملة في حديثها إلى "سبوتنيك": أنها تعمل في المهنة منذ أكثر من 50 سنة، بعد أن تعلمت المهنة وهي في سنة السادسة من عمرها، وتمكنت من شراء الجهاز الخاص بزواجها من العائد المادي لعملها، وهو ما دفعها إلى تعليم فتيات القرية حتى يتمكن من تجهيز أنفسهن وشراء ما يحتجن إليه من أجهزة الزواج، وكذلك السيدات اللاتي يساعدن الأزواج في الإنفاق على الأبناء كون أهل القرية يعتمدون على الزراعة فقط، وهي لا تدر الدخل اللازم للحياة.

تضيف أن أكثر الدول التي تصدر إليها المنتجات هي إيطاليا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا، وأن بعض المستوردين في هذه الدول يقومون ببيعها في دول أوربية أخرى.

تؤكد على أن حركة البيع المحلية في الداخل تراجعت مع تراجع السياحة، خاصة أن تلك المنتجات كانت تنقل إلى معظم المحافظات المصرية نظرا لحرص السائحين على شرائها خلال زيارتهم لمصر.

وتوضح الحاجة كاملة أن أطفال القرية يتعلمون الفن في البداية كهواية، إلا أنهم يتجهون بعد ذلك للعمل بعد وقت المدارس حتى يجنوا الأرباح مقابل الإنتاج اليومي الذي يدر بعض الدخل إلى جانب عملهم.

وتابعت أن الصناعة تطورت في الوقت الحالي، وأصبحت السيدات تصنعن الكثير من الأشكال الفنية من السعف إضافة إلى صناعة الكراسي والحصير التي يعمل بها الرجال، حيث يصنعن المصافي، والمكانس، والأقفاص، والصواني، والأواني المختلفة، بالإضافة إلى بعض الأشكال التي تُستخدم في تزيين المقاهي والكافيهات.

وعن سر تصدير المنتجات للخارج، تقول أن إتقان العمل وجودة الخامة هي التي جعلت منتجاتها تصدر إلى الدول الخارجية، وأنها تحرص كل الحرص على أن يعملن سيدات القرية بنفس الدرجة من الاتقان.

صناعة الخوص في مصر

الأطفال

يعمل معظم أطفال القرية في المهنة منذ سن السابقة من عمرهم.

تقول منال أحمد وهي في العاشرة من عمرها أنها تستطيع إنجاز طبق ونصف في اليوم الواحد بعد عودتها من دراستها، وأنها تعمل لتساعد والديها على الإنفاق وكذلك لشراء احتياجاتها المدرسية.

فيما يقول سيد محمد، أنه يحب أن ينتج الأطباق بأشكالها المختلفة، ويسعى لتدوين اسمه على المنتجات التي سينتجها بعد الاحتراف حتى يصدر كل منتجاته لدول العالم.

1 / 8
صناعة الخوص في مصر
2 / 8
صناعة الخوص في مصر
3 / 8
صناعة الخوص في مصر
4 / 8
صناعة الخوص في مصر
5 / 8
صناعة الخوص في مصر
6 / 8
صناعة الخوص في مصر
7 / 8
صناعة الخوص في مصر
8 / 8
صناعة الخوص في مصر

 

تقرير: محمد حميدة

مناقشة