قدم قنديل خلال محاضرته العديد من الحقائق الهامة و قام بسرد شيق لمراحل انتصار الدولة السورية على الفكر الارهابي المتطرف موضحا عوامل ذلك الانتصار وأسبابه ومراحله مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري كان له دورا هاما في رسم خارطة الانتصار على الأرض، فلولا هذا الجيش وقائده الفذ الذي صمد وثبت في الميدان لبات الإرهاب اليوم يطأ أراض عديدة من عواصم عربية وأوروبية، مهدداً أرواح العديد من السكان الآمنين حول العالم.
وأضاف قنديل موضحا أن الرئيس الأسد لم يحارب عن بلاده فحسب بل حارب عن زعماء العالم كافة، فأثبت من خلال تلك الحرب أنه ليس قائد مغوار فقط إنما هو (مفكر عبقري) وقائد ملهم استطاع أن يتخذ قرار الصمود بيقين عال و رؤية ثاقبة حين صمد أمام أقوى الرياح العاتية، كنخلة أصيلة أبت أن تنحني.."فالفرق بات واضحاً بين القائد والحاكم.
فصفة القائد هي التي تتمثل بشخصية الرئيس الأسد و صفة الحاكم هي التي تمثلت في العديد من الحكام الجبناء الذين فروا خارج البلاد تزامنا مع أول دقيقة من سويعات الخطر، فالرئيس الأسد اعتمد على شرعيته الدستورية والتفاف معظم الجماهير حوله واستطاع من خلال تلك الجزئية المهمة أن يقلب كل الموازين حين نسف "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي أرادته واشنطن واستبدله بنظرية البحار الخمس والاقليم الكبير. فتلك الانجازات وحدها رسمت ألوان جديدة في لوحة الانتصار مستوحاه من حكايا الإقدام والصبر والنار.
من جهة أخرى أشار "قنديل" إلى أن صمود حلب هو أساس النصر السوري ، فحلب عاصمة الاقتصاد و المدينة الأقدم في ذاكرة التاريخ أضحت اليوم نقطة التحول الكبرى في مسار الحرب السورية، وذلك حين استعاد الجيش العربي السوري وحلفاءه السيطرة على أحياءها الشرقية من براثن الارهاب مع أوائل العام 2017.
فتلك المدينة التي حملت عبقا من التراث والأصالة كانت ولم تزل (جزءً من قلب العروبة النابض) كما قال يوما ما الزعيم الخالد جمال عبد الناصر واستطرد قنديل قائلا: الحرب في سورية أسقطت نظرية دول المركز و دول الأطراف التي مازال يدرسها طلاب الجغرافيا السياسية حتى يومنا هذا فسورية أثبتت وجود نوع ثالث من تلك الدول ألا وهي بلاد الشام التي تمتلك معادلا تثقيليا مكافئا من حيث التجذر التاريخي والحضاري والديني فلا شك اليوم أن هناك قدسية مكانية عظيمة في تلك الجغرافيا المباركة لا تقبل الجدل تخلل المحاضرة مداخلة مؤثرة من أم شهيد في الجيش العربي السوري يدعى "بنيان" استشهد ولدها في التفجير الإهابي الذي ضرب مشفى الكندي بحلب أواخر العام 2013، فأتت اليوم إلى تلك المدينة لتقبل ترابها وتلقي السلام والتحية على روح إبنها وأرواح شهداء الجيش والمقاومة.
في حين أختتم قنديل محاضرته بجو محبب من التشويق حين أعلن أمام الجماهير عن قرب صدور رواية هي الأولى له تحمل عنوان " من برلين إلى حلب "
من الجدير ذكره أن الباحث والإعلامي اللبناني ناصر قنديل هو رئيس مركز الشرق الجديد للدراسات الاستراتيجة من مواليد 24-11-1958 نشأ على فكر المقاومة منذ العام 1978 ضد الاحتلال الإسرائيلي حيث شارك في القتال على الجبهة الجنوبية من بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
كما تولى مهام التنسيق السياسي في الإعداد لانتفاضة 6 شباط 1984 التي حررت بيروت من القوات المتعددة الجنسيات وأدت إلى إسقاط اتفاق 17 أيار.
أما على الصعيد الشخصي فقد ارتبط قنديل بعلاقة سياسية متينة مع الرئيسين العماد إميل لحود و نبيه بري ، في الحين الذي أبدى فيه تعاطفًا كبيراً مع الحركات الراديكالية الفلسطينية وهو نائب لبناني سابق مقرب من حركة أمل وحزب الله وسوريا وداعم لفكر المقاومة ونهجها.
على الصعيد الإعلامي:
1- أشرف على وزارة الإعلام والتلفزيون الرسمي اللبناني عام 1984
2- اسس إذاعة المقاومة عام 1985 وساهم في تأسيس "تلفزيون المشرق" عام 1988.
3- شغل موقع رئيس تحرير صحيفة "الديار" عام 1990.. و رئيس مركز "كون" للدراسات الاستراتيجية 1991
كما حاز على المركز الأول كأفضل إعلامي لعام 2000 بعد استطلاع رأي أجراه مركز "ماء داتا" وذلك لدوره كرئيس مجلس الإعلام و محاور إعلامي قدير أثناء حرب تحرير الجنوب.