وكان مراسل "سبوتنيك" نقل عن مصدر عسكري سوري، السبت الماضي، قوله: "إن الجيش السوري اقتحم خلال اليومين الماضيين منطقة تلول الصفا وتمكن من تحريرها بالكامل، فيما لا تزال الوحدات المهاجمة تتعامل مع عناصر تنظيم "داعش" التكفيري (المحظور في روسيا) المحاصرين في التلة الأخيرة بالمنطقة".
وخلال أسبوع واحد مر بعد تحرير مختطفي السويداء من قبضة تنظيم "داعش"، تمكنت وحدات الجيش السوري من اقتحام تلول الصفا في البادية الشرقية للمحافظة، واندفعت في عمق الجروف الصخرية حيث يتحصن مقاتلو التنظيم.
وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري تطهير مساحة تقدر بنحو 380 كم مربعا من المعقل الأخير لتنظيم "داعش" في المنطقة الجنوبية، بعد سلسلة من العمليات العسكرية الدقيقة في منطقة تلول الصفا.
تحرير رغم الطبيعة البركانية المعقدة
وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أمس الإثنين 19 تشرين الثاني/ نوفمبر "بعد سلسلة من العمليات العسكرية الدقيقة والمركزة في منطقة تلول الصفا ذات الطبيعة البركانية المعقدة، أحكمت قواتنا المسلحة الباسلة سيطرتها الكاملة على المنطقة التي تضم: تلول الصفا ـــ تل ماراتي ـــ سطوح المحروقة ـــ الكوابر ـــ المصحة ــــ قبر الشيخ حسين ــــ قبور الويزه ـــ جور الحصان ــــ جور قريمة ــــ مبيت ــــ خنيصر ــــ المطلة ــــ سطح الجمل ـــ الخضرة ـــ سطوح سلمى ــــ الجفاجف ــــ وذلك بعد القضاء على إرهابيي داعش الذين كانوا يتخذون من تلك المناطق حصناً لهم وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة".
وأضاف البيان: إن هذا الإنجاز "يؤكد الكفاءة العالية للمقاتل العربي السوري وإصرار جيشنا الباسل على ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم أينما وجدوا على كامل الجغرافيا السورية.
إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تؤكد حرصها وإصرارها على اجتثاث الإرهاب من جذوره فإنها تشدد على أهمية تضافر جهود جميع أبناء الوطن والعمل معا لاستعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية".
وانطلقت عملية تحرير البادية الشرقية لمحافظة السويداء بتاريخ 25 تموز/ يوليو الماضي بعد هجوم شنه مقاتلو "داعش" الإرهابي على القرى الشرقية للمحافظة، قتلوا خلاله أكثر من 230 مدنيا وأصابوا نحو 170 آخرين واختطفوا عشرات النساء والأطفال.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في بادية السويداء أطبقت بتاريخ 17 أغسطس/ آب حصارها بشكل كامل على مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) في تلول الصفا عند الحدود الإدارية لباديتي السويداء وريف دمشق، مانعة أي محاولة تسلل قد ينفذها مقاتلو "داعش" بهدف كسر الطوق المفروض عليهم، منتقلة من مرحلة الحصار إلى مرحلة الهجوم بعد قطعها جميع طرق الإمداد عن مقاتلي التنظيم الذي بدا يشهد انهيارا متسارعا في صفوفه.
وتمكن الجيش السوري منذ أيام قليلة من تحرير بقية المختطفين من أطفال ونساء في عملية نوعية نفذها في البادية السورية، أسفرت عن مقتل مجموعة من مقاتلي "داعش" الذين كانوا ينقلون المختطفين باتجاه الشمال الشرقي للبادية.
إقرأ أيضا:صدفة أعقبتها معركة… "سبوتنيك" تروي تفاصيل تحرير مختطفات السويداء السورية
وبعد إغلاق ملف المخطوفين الذي كان يعيق الحسم العسكري، تمكنت وحدات الجيش من تحقيق الحسم الذي تم تأجيله لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تم استقدام وحدات خاصة لحسم المعركة في أسرع وقت، كما استقدم الجيش راجمات "جولان" ذاتية الحركة، التي قلبت موازين المعركة في زمن قياسي، كما تمكن سلاح الجو السوري من توجيه ضربات دقيقة دمر من خلالها تحصينات داعش وخطوط إمداده.