وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء: "عبد المهدي استقبل، يوم الثلاثاء، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والوفد المرافق له".
وأضاف: "نقل بوغدانوف رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف تتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين والتهاني لرئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة، مؤكدين دعم روسيا للعراق في جميع المجالات".
عن آفاق العلاقات الروسية العراقية، يقول ضيف برنامج "الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور عزيز جبر شيال، مدير وحدة البحوث الاستراتيجية في كلية العلوم السياسية بجامعة المستنصرية:
"العلاقات الروسية العراقية هي علاقات متميزة، خاصة وأنها تستند إلى تاريخ طويل، فهي ابتدأت بعد ثورة 1958 في العراق، وأخذت تتطور تصاعديا، بحيث أصبحت روسيا موجودة في كل مكان بالعراق، لاسيما في الاستثمارات النفطية وفي مجال التسليح، وأعطت روسيا الشيء الكثير للعراق، فالطلاب الذين درسوا في الاتحاد السوفيتي هم اليوم أساتذة في الجامعات العراقية، هذا كله لا يمكن أن ينسى، ونرى اليوم الكثير من الشركات الروسية تعمل في العراق، ناهيك عن مجال التسليح، وهي مواضيع تتجدد طالما أن هناك رغبة لدى الجانبين."
وعن تأثير الولايات المتحدة على موضوع العلاقات الروسية العراقية، يقول شيال: "أعتقد أن العلاقة مع روسيا تعد إحدى النوافذ التي يمكن للعراق أن يتخلص من خلالها من الضغوط الأمريكية، التي تريد أن تسير بالعراق وفقا لرغباتها، طالما أن العراق مرتبط بمعاهدة طويلة الأمد مع الجانب الأمريكي، وهي نوع من التكبيل للسيادة العراقية، كما أن هناك سعي أمريكي لإحياء الحرب الباردة، وهذا الأمر قابلته القيادة الروسية بذهابها نحو اتجاهات سلمية، لكي تعيد التوازن في العلاقات الدولية وجعلها تعاونية وليست صراعية، بعكس ما يريده ترامب، الذي يحاول عزل روسيا، وهذا واضح في سوريا وأوكرانيا، والروس لحد الآن صامدون، ومن مصلحة العراق أن لا يكون ميدان لصراع أمريكي روسي، وإنما متوازنا في علاقاته، والروس بتوجههم نحو العراق، فإنهم يساعدونه في التخلص من الضغوط الأمريكية التي تكبل سيادة العراق."
وعن فرص الاستثمار الروسي في العراق، يقول شيال:
"الروس يسعون جاهدين لتطوير استثماراتهم النفطية في جنوب العراق، والروس أصدقاء للعراق في الجانب الاقتصادي، ويريدون تحقيق مصالحهم ومصالح العراق، ولا يريدوا فرض أي شيء، وهذا الأمر معروف من تاريخ العلاقات بين البلدين، فهم لم يخرجوا عن قاعدتهم الأساسية حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فهم من الأصدقاء الذين يمكن الركون إليهم ويمكن أن تتحقق مصلحة العراق من خلالهم، والتجربة الروسية عظيمة ويمكن الاستفادة منها."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون