وتؤكد المصادر العسكرية بأن الصواريخ الأربعة المثبتة داخل مقاتلات "جيه — 20" هي صواريخ جو — جو بعيدة المدى، وأن الصاروخين على جانبي كل منهما من الصواريخ قصيرة المدى الخاصة بالقتال الجوي.
ويرى الخبراء الصينيون أن العرض الذي نفذته الطائرات الصينية الأسبوع الماضي في ذكرى مرور 69 عاماً على تشكيل القوات الجوية الصينية، أظهر تفوق مقاتلات "جيه — 20" على المقاتلات الأمريكية من طراز "إف — 22" و"إف — 35"، وأظهر كذلك ثقة الجيش الشعبي الصيني المتزايدة بقدراته.
يبدو أن الصين تحاول الارتقاء إلى مستوى الطائرات الروسية من طراز سو — 57 من الجيل الخامس. هذه المقاتلات تخضع حالياً لتعديلات عليها بهدف زيادة قدراتها القتالية. وأبرز تعديل سيطرأ على هذه الطائرات هو جعلها قادرة على الإقلاع والهبوط من مدرجات طيران قصيرة المدى، أي أنها ستصلح للعمل على حاملات الطائرات.
هذه المقاتلات ستكون قادرة أيضاً على حمل عشرة أطنان من الأسلحة والذخائر المتنوعة لمسافات تصل إلى 5500 كلم، وستزود بصواريخ "kh-59mk2" المجنحة الفائقة الدقة، وصواريخ "kh-35ua" المضادة للسفن وحاملات الطائرات، والتي يصل مداها إلى 400 كلم.
والأهداف التي ستتبعها المقاتلة هي الطائرات والمروحيات وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الأهداف المذكورة أعلاه. وتكتسب المقاتلة الروسية هذه الميزات الخاصة في تتبع الأهداف من خلال توزع الهوائيات على جميع هيكل الطائرة.
وتعد "سو — 57" مقاتلة متعددة الأغراض، مصممة لتدمير جميع الأهداف الجوية في القتال البعيد والقريب، وهي قادرة أيضاً على تدمير الأهداف على سطحي الأرض والبحر، والتغلب على أنظمة الدفاع الجوي، ومراقبة الأجواء لمسافات بعيدة عن موقعها، لتدمير أنظمة التحكم في أنشطة الطيران المعادي.
جيش أوروبي مشترك نقش لروسيا وطرّة لأمريكا
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن بعض القادة الأوروبيين الذين يتحدثون عن ضرورة تشكيل جيش أوروبي موحد ومستقل، وذلك حسب قولهم لمواجهة الولايات المتحدة وروسيا والصين.
القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة الرئيس الروسي أيد فكرة إنشاء جيش أوروبي مستقل. هذا ما أشار إليه الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في باريس، أثناء حضوره الاحتفالات بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى. ومنذ ذلك الحين ويتساءل الخبراء العسكريون لماذا تؤيد روسيا، التي هاجمتها جيوش أوروبا الموحدة على الأقل مرتين، إنشاء قوات أوروبية مشتركة مستقلة؟
الأمر المفصلي في كلمات بوتين هو التشديد على استقلال الجيش الأوروبي، فهو يكرر ثلاث مرات مرادفات مختلفة للمفهوم نفسه وهي الاكتفاء الذاتي، السيادة. ويسوغ ضرورته بأنه سيساعد في تعزيز عالم متعدد الأقطاب، أي أن يصبح مركزاً آخر للقوة. وهذا بالضبط ما تحتاجه روسيا. فما تعمل عليه موسكو هو تشكيل ميزان قوى جديد ما بعد مرحلة الأطلسي وما بعد الأمريكي وما بعد الأنغلوسكسوني.
تعتبر فكرة إنشاء جيش أوروبي مستقل، الآن، على المدى القصير والمتوسط، مفيدة لروسيا، ولهذا تحظى بدعم من روسيا.
لكن السؤال الذي يطرحه العسكريون هل يمكن لجيش أوروبي كهذا أن يشكل تهديداً لموسكو على المدى الطويل؟ من الناحية النظرية، بالطبع، ممكن، لكن الآن لا معنى للحديث عن ذلك، لماذا؟
أولاً، لأن أوروبا هي في الحقيقة محمية أنغلوسكسونية واقعة في أسر الأنغلوسكسونيين بالمعنى العسكري والجيوسياسي والأهم من ذلك، الأيديولوجي، ويمكن استخدامها ضد روسيا بشكل أسهل بكثير وأشد صرامة من أوروبا مستقلة.
ثانياً، أوروبا المستقلة، كجار ومنافس تاريخي لروسيا، ستكون أكثر حذراً من أوروبا مدفوعة بقوى تسعى إلى الهيمنة العالمية. ظهور شخصية ذات طموحات نابليونية أو هتلرية في المستقبل المنظور ممكن فقط من الناحية النظرية.
إن التساؤل عن موقع العرب وتفاعلهم المحتمل مع ظهور قوة عسكرية أوروبية على الخارطة الاستراتيجية العالمية يجب أن يستحضر عاملين أساسيين يتعلق أولهما بحساسية تخلي الدول الأعضاء في الاتحاد عن سيادتها الدفاعية من جهة، وهيمنة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي كمرجعية يصعب تجاوزها في وضع الاستراتيجيات الدفاعية الأوروبية من جهة أخرى.
لدى النظر إلى اللوحة الاستراتيجية العالمية هناك من الناحية الواقعية ثلاث قوى عسكرية فاعلة وقوية على الأرض، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو وروسيا الاتحادية. وهنا يرى البعض أنه من مصلحة العرب إنشاء ناتو عربي للدفاع عن المنطقة العربية، تحالف يكون أداة للدفاع عن الأمن ومكافحة الإرهاب. فترهل العرب في صناعة القوة واعتمادهم على الآخرين فيه سلبيات كثيرة.
مؤسسة "روستيخ"، صممت تكنولوجيا حديثة من شأنها تحسين نوعية الاتصال أثناء نقل المعلومات الرقمية عبر القنوات اللاسلكية بالموجات القصيرة، التي تستخدم في منظومات قيادة القوات.
القنوات اللاسلكية بالموجات القصيرة تعتبر أكثر القنوات تعقيدا من حيث التداخل. أما الجهاز، الذي قام بتصميمه خبراء معهد كالوغا للأجهزة التيلي ميكانيكية فإن استخدامه يعطي الفرصة لزيادة طول الرسائل التي يتم إرسالها من 1000 بت/ثانية إلى عدة ميغابت/ثانية. كما أن احتمال عدم تسليم الرسائل تم تقليله إلى نسبة 1 في المئة.
خبراء المعهد أكدوا أنهم قاموا بإعداد كافة الوثائق الخاصة بتصميم أول منظومة اتصال تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وكذلك من المخطط أن يتم في القريب العاجل صناعة نموذج لهذه المنظومة بهدف إجراء التجارب الأولية وثم اختبارات التسليم.
النظام الجديد ينتمي إلى أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية عالية السرعة" آر-098"، التي تستخدم بنجاح على متن الطائرات والمروحيات والغواصات. ويتوقع الخبراء العسكريون أن يتم نشر هذه التكنولوجيا المحدثة على نطاق واسع في القوات المسلحة في المستقبل المنظور.
أما الجيش الصيني يعتزم نشر المنظومات الليزرية LW-30 على أراضي منطقة التبت الذاتية الحكم وعلى جزر بحر الصين الجنوبي.
يذكر أنه تم عرض الليزر القتالي الصيني لأول مرة منذ فترة وجيزة، وذلك من خلال منصة معرض الصين للطيران 2018 في تشوهاي. والحديث يدور عن تركيب ليزر 30 كيلوواط على مركبة ثلاثية المحاور قادرة على السير في كل مكان، وهو مصمم لاعتراض أهداف جوية صغيرة وبطيئة الحركة، مثل طائرات الاستطلاع دون طيار.
ويوجد في المنظومة راداراً للبحث عن الأهداف، وهي قادرة أيضاً العمل جيداً في كل من المناطق الجبلية وفي المناطق ذات الرطوبة العالية. وبالإضافة إلى طائرات الاستطلاع تستطيع المنظومة ضرب القذائف الصاروخية والقنابل.
لقد تم الانتهاء من تصميم منظومة LW-30 من الناحية الفنية وسوف تدخل الخدمة قريبا. والمنظومة قادرة على اكتشاف وضرب أهداف صغيرة، تحلق على ارتفاعات تصل إلى كيلومتر بسرعة أقل من 200 كيلومتر في الساعة. ويمكن نشر هذه الأسلحة في هضبة التبت أو في أرخبيل بحر الصين الجنوبي. في إشارة إلى إن طلقة الليزر أرخص بكثير من الصواريخ المضادة للطائرات.
البنتاغون يصر على إبقاء قواته في سوريا والعراق، وواشنطن على لا تنوي الخروج من المنطقة، ليس لقتال "داعش"، إنما للحفاظ على ثقل موازن للنفوذ الروسي والإيراني. فهذا أمر مهم بالنسبة للولايات المتحدة من حيث الحفاظ على التوازن الجيوسياسي، الذي لا يمكنها التخلي عنه ولن تفعل.
أمام واشنطن مهمة غير قابلة للحل. عليها، في سوريا، الحفاظ على اعتمادها على الأكراد، الذين، على المدى المتوسط، ليس لديهم بديل عن الأمريكيين. محاولات مغازلة القادة السنة وإنشاء قاعدة دعم في شمال سوريا، ونقل مفارز عربية من مخيم "الركبان" إلى هناك، أمر لم يكن له مبرر على الاطلاق. الأمريكيون، الذين ينفذون عمليات على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ويعترفون بذلك بشكل غير رسمي، يحاولون سحق القاعدة العسكرية للميليشيات العشائرية السنية المحلية. أي أنهم يريدون تطبيق تلك التكتيكات في سوريا، التي حاولوا دون جدوى استخدامها في أفغانستان واليمن.
لكن من دون إنشاء حكومة سنية وكردية مكتفية ذاتياً في شمال سوريا، لا تمتلك الولايات المتحدة دعماً فعالاً لحل المهمتين الثانية والثالثة في سوريا اللتين وضعتهما لنفسها. أي إخراج إيران ورحيل الرئيس بشار الأسد السياسي بعد الانتخابات العامة بمشاركة جميع النازحين واللاجئين السنة داخل سورية وخارجها. بالطبع هذه خطة صعبة التحقيق، وواشنطن تدرك ذلك جيداً. ولهذا السبب تحاول إبقاء إدلب باعتبارها ثقلاً مسلحاً مضاداً لدمشق. الولايات المتحدة لا تسيطر على هذه المحافظة، بل تتركز فيها قوى معادية لها، لكن الشيء الرئيس هو إبقاء هذه المنطقة السنية خارج سيطرة دمشق. ولهذا السبب رحبت واشنطن بتجميد الوضع في إدلب.
نذكر مستعينا الكرام بأنه تمت مناقشة احتمال هجوم الناتو وبعض الدول العربية على سوريا منذ بداية الحرب في هذا البلد. وفي الواقع، تم بالفعل تنفيذ هجومين، أشبه بالمهزلة.
ومع ذلك، ما زال خيار العدوان الجماعي ضد سوريا قائماً. صحيح، أن تركيا في الوقت الحالي، خارج هذا السيناريو، بعد أن أبرمت صفقة مع روسيا. وهذا من ناحية يضعف من إمكانيات التحالف المناهض للحكومة السورية الشرعية، لكن من ناحية أخرى، القوات المسلحة الأمريكية موجودة بالفعل في سوريا، وإن يكن بوحدات صغيرة، التي تتألف أساسا من جنود المارينز وجنود قوات المهام الخاصة.
من الصعب للغاية تحديد المدة التي ستبقى فيها القوات الأمريكية في سوريا. ليس هناك شك في أن ترامب لن يطيح بقمة الهرم في سوريا، لأن ذلك ممكن فقط من خلال الدخول في صراع مع روسيا. لكن الرئيس الأمريكي الحالي سيحاول أن يستخلص من وجود قواته في سوريا أكبر قدر ممكن من الفائدة للولايات المتحدة وليس بالضرورة مرتبطة بسوريا. والضربات الصاروخية الهزلية أحد عناصر تجارة ترامب في المنطقة، وليست عقاباً على استخدام الأسلحة الكيماوية الخيالية.
ليس من المستبعد خيار سحب القوات الأمريكية من سوريا، واستبدال أوروبية بها أنغلو — فرنسية وقوات عربية. وهذا من شأنه أن يغير الوضع بشكل جذري، حيث أن موسكو ودمشق وطهران يمكن أن يقرروا حرباً مباشرة ضد هذه الحملة. لقد تم بالفعل معرفة القيمة الحقيقية للجيش السعودي في اليمن. البريطانيون والفرنسيون في الواقع ليسوا أفضل، فهم غير قادرين على القتال ضد خصم ند. وبالتالي ما بالكم بأي قوة أوروبية وعربية أخرى.
إعدا وتقديم نوفل كلثوم