وعزز ذلك لقاء العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 5 أكتوبر/ تشرين الثاني 2017 في روسيا، والوقوف جنبا إلى جنب، والبحث عن الموضوعات والجوانب المرسخة للقاعدة الصلبة التي أسسها البلدان منذ عشرات السنين، وبناء شراكة بين البلدين في جميع المجالات، والتي انعكست على استقرار السوق العالمي للنفط، كمازاد حجم التبادل التجاري والاستثماري.
وساهمت الزيارة بعقد لقاءات مكثفة على الصعيد السياسي والتجاري، أسهمت في إنشاء صندوق استثماري مشترك بقيمة 10 مليار دولار، وإقامة استثمارات في 9 قطاعات مهمة.
وأكد الخبير الاقتصادي السعودي محمد العويد خلال حديثة لـ"سبوتنيك":
"الاستثمار السعودي في روسيا يبلغ قيمته قرابة 10 مليارات دولار، عبر مشاريع استثمارية وشراكة ما بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي، ويتم الاستثمار في المجالات ذات الأولوية هي البنية التحتية، والزراعة، والطب، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والعقارات، والطاقة، والغاز، إضافة إلى التعاون بين المتاحف الروسية والسعودية، وتنظيم البعثات الأثرية وإقامة المعارض المشتركة".
وبين العويد أن من أهم عوامل الاستثمار السعودي في روسيا، وجود فرص الاستثمار والخبرة الروسية تحفز للاستثمار السعودي في روسيا، وقال: "وجود الفرص، ومخزون الخبرة لدى روسيا في عدد من المجالات سواء التقنية وغيرها، تحفز لبناء شراكة استثمارية وتنفيذ مشاريع طموحة".
ومن جانبه أكد المحلل الاقتصادي السعودي ممدوح الأحمد على نمو العلاقات التجارية السعودية الروسية وأنها تسير في وتيرة متسارعة، يتخللها شراكات اقتصادية تحمل ثقل كبير بين البلدين.
ويرى المحلل الاقتصادي أن الشراكة المتناغمة بين البلدين قوية ومهمة في كافة المجالات وبالتحديد، مجال الصناعة والأعمال والقطاع الأكاديمي والبحثي.
وأوضح الأحمد أن:"
استثمار السعودية في مشروع الغاز الطبيعي المسال2 في القطب الشمالي في روسيا، توسع إلى أعمال البحوث العلمية، وتأسيس مركز متخصص في موسكو للبحوث والتطوير، بهدف الوصول إلى أخر المستجدات في تقنيات التنقيب والإنتاج بقطاع النفط الخام والغاز لتطويرها".
وبين الأحمد أن المركز يجمع علماء من روسيا والسعودية، متخصصين في التنقيب والإنتاج بقطاع النفط الخام والغاز، ومن المأمول منهم التوصل لنتائج خلال عمل البحوث العلمية تعود بالنفع على البلدين، وتذلل المصاعب في التنقيب والإنتاج.
وعن الأماكن المفضل الاستثمار فيها بدول روسيا، أكد الأحمد أن التجارة والاستثمار لا يمكن تحديدهما بمكان معين، بعكس الزراعة، لأن التجارة يحدد مكانها وزمانها عدة عوامل منها المقومات، ودراسات الجدوى والبحوث والتجارب، مشيرا إلى أهمية الاستثمار في روسيا لما تحتويه من مقومات وركائز صلبه معدة للتجارة كالغاز والزراعة والطاقة والنفط، إضافة إلى الخبرة في صناعة السلاح، والطائرات وغيرها.
وتابع روسيا تعتبر من أفضل الدول الصديقة للعرب، ومتانة العلاقات مع روسية كفيلة بنجاح الاستثمار فيها في كافة المجالات.